مصنع مزيف لإنتاج سيارات فيراري الفخمة في البرازيل

سيارات فيراري الفخمة
مصنع مزيف لانتاج سيارات فيراري الفخمة في البرازيل بأسعار لاتتجاوز الأربعين ألف دولار

ساعد مهرجان الكرنفال السنوي الذي تشهده البرازيل حالياً في اكتشاف أكبر مصنع لإنتاج سيارات -فيراري- الفخمة المزيفة، وتمكنت الشرطة من اكتشافه بفضل أناس كانوا يتباهون بأعداد ليست بالقليلة من سيارات -فيراري إف 8 - في شوارع مدينتي ساو باولو وريو دي جانيرو، وهما أكبر مدينتين في البرازيل. وعرض برنامج تلفزيوني برازيلي في محطة -ريكورد- يطلق عليه برنامج -دومينغو سبيتاكولار- نماذج من سيارات فيراري وهي تسير في شوارع هاتين المدينتين بشكل لم يسبق له مثيل. وتبين من خلال البرنامج أن مصنعاً كبيراً جداً في الريف النائي لمدينة ساو باولو ينتج سيارات فيراري مزيفة وتديرها عصابة على مستوى عال من التعقيد والتطور، بينهم مجرمون أجانب من أوروبا ينتمون لهذه العصابة البرازيلية المنشأ.

 

ظاهرة غير معتادة:

وقال البرنامج التلفزيوني البرازيلي إن الشرطة البرازيلية وكذلك الناس شكوا من وجود أعداد غير عادية من سيارات -فيراري- الفخمة وهي تتجول في الشوارع مع حدوث مهرجان الكرنفال السنوي. إلا أن ثلاثة من هذه السيارات المزيفة تعطلت خلال انطلاقاتها السريعة في الشوارع، وتلذذ مالكوها بالسرعة المعروفة عن هذا الطراز من السيارات التي تعتبر في الأصل سيارات سباق عالية المستوى، وتبدو عليها الفخامة بشكل واضح. ومن خلال ما توصلت إليه شرطة المرور أثناء تحقيقاتها من أصحاب السيارات التي تعطلت بشكل مفاجئ بأنهم اشتروا هذه السيارات -أون لاين- عبر الإنترنت وتسلموها خلال مدة قياسية لم تتجاوز أسبوعاً. وبعد معرفة الشرطة بالظاهرة غير المعتادة من حيث وجود عدد غير عادي من الفيراري تم استدعاء فنيين في شؤون السيارات، وتبين أنها سيارات هشة ومزيفة تم تصنيعها في مكان سري في البرازيل.

 

شكوك في محلها:

ومن خلال مقابلة مع فنيين في السيارات وعدد من مشاهير البرازيل الذين يملكون سيارات فاخرة تبين أن الجميع كان يشك في هذا العدد غير العادي لسيارات الفيراري التي كانت تجوب شوارع مدينتي ساو باولو وريو دي جانيرو. كما أن أوضاع الناس الذين كانوا يملكونها لم تكن توحي بأنهم من المشاهير. وزاد ذلك من الشكوك في الدوائر الأمنية التي سارعت إلى التعمق في التحقيقات، وتوصلت إلى معرفة مكان المصنع الضخم الذي كان ينتج هذه السيارات المزيفة.

ومما زاد الشكوك أيضاً هو هشاشة هذه السيارات التي تعطل عدد منها من دون التعرض لحوادث اصطدام مع سيارات أخرى، وتبين من التقارير التي أعدها الفنيون المختصون بمزايا وصفات السيارات الفاخرة بأن السيارات المزيفة ماهي إلا مظاهر من الخارج بموتورات ضعيفة تم صنعها في البرازيل.

 

كيفية البيع والشراء؟

والأمر الذي أثار الشك الأكبر حول هذه السيارات هو اكتشاف مواقع على الإنترنت لعرض هذه السيارات للبيع -أون لاين- بسعر لا يتجاوز أربعين ألف دولار أميركي أي ما يعادل -ثمانين ألف ريال برازيلي- وهو سعر يستطيع أبناء الطبقة الوسطى تأمينه من خلال قروض مصرفية لشراء هذه الفيراري. علماً بأن سعر الفيراري إف 8 الأصلية يبلغ ما بين مليوني وأربعة ملايين دولار أميركي. وقد أغرى السعر الذي ذكر على الإنترنت لسيارات الفيراري المزيفة نحو ثلاثين شخصاً لشرائها في كل من ساو باولو وريو دي جانيرو. وقد حرص أصحابها وهم من الضحايا الذين وقعوا في يد العصابة التي وصفت بالأكبر والأكثر تعقيداً في تاريخ البرازيل على الخروج بتلك السيارات الهشة المزيفة خلال مهرجان الكرنفال السنوي؛ بهدف «الفخفخة» على حد تعبير البرنامج التلفزيوني البرازيلي.

 

وقالت مصادر في وزارة الداخلية البرازيلية إن قوات الشرطة في ساو باولو تمكنت من وضع يدها على المصنع المزيف الواقع في منطقة نائية من ريف المدينة. واستطاع عدد من أفراد العصابة الهروب إلى مناطق مجهولة وتم إلقاء القبض على خمسة آخرين. وسيتم استكمال التحقيقات السرية لمعرفة أبعاد هذه العصابة التي حقق أفرادها أرباحاً طائلة من خلال إنتاج سيارات مزيفة تنتمي لطراز رفيع معروف عالمياً يسمى -فيراري-. ومما هو جدير بالذكر بأن عدداً لابأس به من مشاهير البرازيل يملكون هذه السيارة الفاخرة.