مشاهد يراها المجتمع غريبة من قبل فتيات لسيارتهن

مشاهد يراها المجتمع غريبة من قبل فتيات لسيارتهن
مشاهد يراها المجتمع غريبة من قبل فتيات لسيارتهن

لم يتعود بعض أفراد المجتمع السعودي على رؤية فتاة تغسل سيارتها أو تصلح كفر السيارة أثناء تعطله أو تقوم بتعبئة البنزين في المحطات لسيارتها أو تفتح "كبوت السيارة" لإضافة ماء أو زيت للمحرك، هذه المشاهد وغيرها قد تكون طبيعية في بعض المدن، ولكن بالسعودية يرون أنها غريبة حيث لم تتعود العين على رؤية مثل هذه المشاهد منذ سنوات. 

مواقف لسيدات ولمشاهد متنوعة للسيارات 

تقول لسيارات سيدتي إبتسام عبد العزيز: "منذ أن تعلمت أن أقود سيارتي بنفسي أصبح لابد أن أعرف كل شيء بالسيارة، فذات مرة رأيت سيارتي متسخة ولا أستطيع أن أسير فيها بذلك المنظر فقمت بالصباح الباكر، وأحضرت الماء والصابون لأغسل سيارتي من الخارج وأنظفها بنفسي أيضاً من الداخل، ولكن تفاجأت أن كل من يمر بجانبي يستغرب، فإما أن يطلق عبارات سريعة مع ابتسامة تعجب أو من يضرب "البوري للسيارة" تعجباً من المنظر، ومع ذلك أكملت غسيل السيارة دون أي اهتمام من أحد، فأنا لا أعمل شيئاً محرماً بل واجبي تجاه سيارتي". 

أما جمانة عسيري فتقول "إن زوجي يرفض أن أذهب لتعبئة البنزين لسيارتي بالمحطة، ويرفض أن أكشف عليها لتغير الزيت أو الماء ولا يقبل إلا أن يأخذها هو بنفسه متى ما احتجت لفعل ذلك، وذات يوم قارب البنزين على الانتهاء، ولم أصل إلى المنزل، وظهرت علامة تغير الزيت ونسيت أن أتابعه، فاضطررت إلى التوقف بالمحطة والورشة  للتعبئة بنفسي، ومن ثم تغير الزيت ووجدت النظرات ممن حولي متعجبة وحتى عامل الورشة كان متردداً أن يغير لي الزيت؛ لأنني امرأة، ومع ذلك نزلت وفتحت له "كبوت السيارة"، وقام بالتغيير، وأنا أنظر للطريقة لأتعلمها ونظرت لمن حولي بالورشة، فوجدت الأغلب ينظرون بتعجب لوجودي بالورشة، فلم يسبق أن رأوا فتاة بالورشة، فهم يعتقدون أنه مكان مخصص للرجال".

المجتمع سيتعود مع الوقت على المشاهد فهو يرفضها مؤقتاً 

تقول الأخصائية الاجتماعية رباب عسيري إن أي أمر جديد على أي مجتمع يقابل دائماً بالتعجب والرفض لأنه أمر جديد على العين لم يعتادوا على رؤيته، فيرون أنه أمر مختلف لم يتعودوا عليه لسنوات.  

وأضافت أن المرأة عليها أن تعمل ما يناسب وضعها بغض النظر عما تعود عليه المجتمع، فهناك أمور تضطر لفعلها بنفسها؛ لأنه لا يوجد من يساعدها أو حتى لا تحتاج إلى الآخرين وهو أمر ليس بعيب.  

فكل أمر بالحياة المرأة والرجل يعملانه بدون قيود مالم يخالف الدين، القيود الموضوعة هي بسبب العادات والتقاليد وليس بسبب الدين.  

واعتماد المرأة على نفسها يزيد الثقة لها، وتستطيع أن تحل أغلب مشاكلها بدون اللجوء للطرف الآخر أو استعطاف الآخرين لها، فالمرأة ليس كما يقال عنها ضعيفة بل هي قوية.