الحرمان من النوم وراء ارتفاع حوادث السيارات

 يُعدُّ الحرمان من النوم السليم أحد الأسباب وراء ارتفاع نسبة حوادث السيارات في البلدان العربية، خاصة السعودية، غير أن غياب الإحصاءات الدقيقة، يجعل من الصعوبة بمكان معرفة أعداد الذين يفقدون أرواحهم جراء النعاس أثناء قيادة المركبات.

لكنَّ الدكتور أيمن بدر كريّم، استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم، كشف لـ "سيدتي نت" عن دراسةٍ، أجرتها اللجنة الوطنية لاضطرابات النوم في الولايات المتحدة، أوضحت أن النعاس خلال القيادة كان أحد المسببات لـ 36% من الحوادث المميتة، وقال كريّم: إن هذه النسبة قد لا تكون بعيدة عن نظيرتـها فـي المجتمعات العربية، فاختصار ساعات النوم أثناء الليل، هو من السلوكيات غير الصحية التي يتَّسم بها كثيرٌ من الأفراد في المجتمع السعودي، وإحدى الظواهر الاجتماعية الخطيرة المنتشرة في العالم، التي تتسبَّب في مضاعفات صحية وسلوكية واجتماعية مثبتة علمياً.

وأشار إلى أنه في "مجتمعات الـ 24 ساعة"، يؤدي الحرمان من النوم إلى ازدياد الشكوى من فرط النعاس أثناء النهار، وتعكُّر المزاج، ما يتسبَّب في ضبابية الرؤية، والتأثير سلباً على ردة الفعل المناسبة، وسلامة الأحكام أثناء القيادة لتجنب تصادم السيارات، "وهذا، في رأيي، واضح للعيان لدى رصد سلوك كثير من قائدي المركبات أثناء ساعات الذروة صباحاً على وجه الخصوص، أو بعد منتصف الليل، وأسلوب قيادتهم بتهور، واقترابهم الشديد من التورط في حوادث خطيرة، لولا لطف الله، فطول السهر، وامتداد الارتباطات الاجتماعية والترفيهية إلى ساعات الصبح الأولى، أصبح عادة عند بعض الناس، يضاف إلى ذلك ظاهرة الإفراط في استخدام وسائل الترفيه والاتصال الحديثة، مثل الإنترنت، والهاتف النقال، حتى أوقات متأخرة، يضطر بعدها أحدهم إلى الاستيقاظ مبكراً، مترنحاً من شدة النعاس، ثم يجلس خلف مقود السيارة في عملٍ، يتطلب صفاء الذهن، وسرعة البديهة، وتوافق الجهازين العصبي والعضلي، ولاشك في تأثرهما سلباً نتيجة إهمال ساعات النوم المطلوبة".                    

ولتجنب فرط النعاس خلال النهار قدم الدكتور كريّم نصائح عدة، هي:

  • الالتزام بنظام نوم واستيقاظ مستقر يومياً.
  • تجنُّب السهر المفرط.
  • التقليل من تناول المواد المنبِّهة مثل النيكوتين والكافيين.
  • الامتناع عن احتساء القهوة والشاي قبل ساعات من الخلود إلى النوم.
  • ممارسة الرياضة الخفيفة خلال النهار، وتجنُّب الرياضة البدنية الشديدة قبل ساعات من النوم.
  • تناول بعض المأكولات التي تساعد على النعاس والنوم، مثل الموز والحليب والباستا والأجبان و"الكورن فليكس".
  • أخذ قيلولة قصيرة خلال النهار لإعادة شحن طاقة الذهن والبدن والمساعدة على التركيز.
  • احتساء جرعات خفيفة من القهوة والشاي خلال ساعات النهار للمساعدة على النشاط.
  • مراجعة طبيب مختص في اضطرابات النوم في حال استمرار أعراض الأرق المزمن، أو زيادة النعاس خلال النهار، أو المعاناة من الشخير، أو تقطُّع ورداءة النوم.

وقال الدكتور كريّم: إن تقييم أعراض وأسباب وعوامل مشكلات النوم المختلفة، هو من صميم عمل الطبيب المختص في اضطرابات النوم، الذي يقوم بأخذ التاريخ المرضي الدقيق، والكشف الطبي، ثم إجراء بعض فحوص الدم لتحديد نوع اضطراب النوم، ومدى الحاجة إلى إجراء فحص النوم المخبري في مختبر النوم بالمستشفى، أو بواسطة جهاز صغير متنقل يتم في منزل المريض.

وأوضح أن اختبار النوم يعطي صورة واضحة عن طبيعة النوم، ومدى تقطُّعه، وتشخيص انقطاع التنفس أثناء النوم، وبعض أسباب الأرق المزمن، وأيضاً مرض النوم القهري.