رجال لا يتقبلون فكرة امرأة تقوم بتوصيلهم

بدأت شركات التوصيل مثل «كريم «وأوبر» وغيرها بتوظيف نساء من أجل خدمه التوصيل
بعض الرجال لديهم هاجس بأن المرأة عندما يركب معها ستودي بحياته للوفاة
المرأة تصلح لقياده السيارة وأن ما يقال عنها غير صحيح

بدأت شركات التوصيل مثل «كريم «وأوبر» وغيرها بتوظيف نساء من أجل خدمه التوصيل، ويصادف بين فترة وأخرى، أن تكون هناك طلبات يطلبها رجل وتصل إليه السائقة امرأة فالبعض يتضايق أن يركب مع امرأة فيرفض الطلب عند وصولها.

مضايقات من امرأة تقود

وقد أشار لـ«السائقة الأولى» حسين أحمد فقال: «قد حصل بالفعل أنني طلبت توصيل سيارة لـ«كريم» وعندما وصل عند الباب تفاجأت بأن امرأة هي التي تقود السيارة فلم أستطع أن أركب بالخلف حتى توصلني، وبقيت أنظر إلى الوضع بتعجب قرابة خمس دقائق وهي تنتظر مني أي ردة فعل، مما اضطررت أن ألغي الرحلة، وأتحمل تكلفتها أفضل من أن اركب مع امرأة».

أما عبير عسيري فتقول إنني لا أتحمل أن يركب زوجي مع امرأة توصله لأي مكان، فجربت مرة أن أركب مع سيدة وزوجي معي بالسيارة فركبنا معاً بالخلف، وبالنسبة لزوجي لا مانع لديه أن توصله امرأة، وكنت أرفض طوال الطريق أن تتكلم مع زوجي لوصف الطريق فكنت آخذ منه ما يريد، وأتكلم بنفسي معها، وأغضب إن تكلمت، وبعدها حلفت على زوجي أن لا يركب مع أي امرأة تقود.

الصراع الأزلي بين الذكر والأنثى هو السبب

    

وقد بينت لـ«السائقة الأولى» الدكتورة سمية الجار الله اختصاصية نفسية واجتماعية فقالت: «إن بعض الرجال لا يفضلون رؤية المرأة في مراتب قياديّة متقدّمة، أو يتصدرن زمام بعض الأمور، أو تقود بهم رغم تعودهم منذ الصغر أنهم هم يقودون وليس المرأة، وبعض السيدات أيضاً تربين على أن المرأة لا تصلح إلا للبيت فقط، وهذا الأمر يعود على ما تربين عليه من عادات وتقاليد، وتجدها تحارب أي أمر تعودت عليه دون النظر لتطور الحياة والمجتمع، وأيضاً يعود للصّراع التاريخي الأزلي بين الذكر والأنثى.

وبينت أن بعض الرجال لديهم هاجس بأن المرأة عندما يركب معها ستودي بحياته للوفاة، وهذا يعود للحديث والكلام والرسائل التي تتداول بين أفراد المجتمع بأن المرأة ستتسبب بوفيات لمن يركب معها، رغم أنه لا يوجد دراسة علميه تثبت ذلك بل إن أغلب حوادث السيارات عالمياً سببها الرجل بنسبة كبيرة فيما تبلغ نسبة حوادث السيدات نسبة ضئيلة.

وأشارت الجار الله إلى أنه أساساً لا فرق بين امرأة أو رجل بل الذي يحسم بينهما هو العقل ورجاحته ومدى تمكنها، وأما نفسياً فإنه سيزول هذا الأمر تدريجياً مع الوقت، وتبدأ الثقة ترجع للبعض ويصبح الأمر طبيعياً.

أما اجتماعياً فإن بعض السيدات ترى أمامها هاجس نظرة المجتمع إليها، لذا تبذل جهداً مضاعفاً أثناء القيادة لإلغاء هذه الصورة النمطية؛ حتى تؤكد للجميع أن المرأة تصلح لقياده السيارة وأن ما يقال عنها غير صحيح.

وغالباً فالمرأة غير متهورة خاصه من تجاوزت الـ30 سنة، حيث ترى أنها مسؤولة، ومن يركب معها تتحمل مسؤولية إعادته سالماً بدون تهور أو أي مشاكل، فمؤشر المسؤولية يرتفع لديها أثناء القيادة.

ولكن أيضاً نظرة المجتمع حول المرأة بأنها تعتبر المرأة «ناقصة»، وهذا ما يجب العمل عليه اليوم لإزالته من كتبنا، وأذهان أفرادنا ونثبت رؤية «أن النساء شقائق الرجال ولا فرق بينهما».