الممثلة سامية أقريو للسائقة الأولى أنا سائقة ماهرة ولكن...

الممثلة سامية أقريو
سامية في سيارتها
سامية في سيارتها
الممثلة سامية أقريو للسائقة الأولى: أنا سائقة ماهرة ولكن...
خلال مشاركتها بإحدى المسرحيات
الممثلة سامية أقريو
سامية بالقفطان المغربي
صور متنوعة لسامية
سامية في لقطة من سلسلة «الدرب»
صور متنوعة لسامية

تعد سامية أقريو من الممثلات المتميزات بالمغرب، لها مسار حافل في المسرح والتلفزيون والسينما. كما أنها مولعة بالكتابة والإخراج. انخرطت سنة 2016 في حملة التوعية بمخاطر حوادث السير وأخرجت مسرحية بعنوان: «على السلامة» قدمت 44 عرضاً في كل أنحاء المغرب.

    

تقول عن علاقتها بالسياقة: حصلت على رخصة السياقة عام 97 ولكني لم أقتحم السياقة إلا بعد مرور أزيد من ثلاث سنوات؛ بفضل تشجيع زوجي الذي كان يحثني دائماً على أن أسوق بنفسي، إلى أن أصبحت السائقة الأولى في العائلة، بل إنني كنت قائدة العائلة الأولى حتى في أسفارنا الطويلة، وتضيف كنت أعشق السياقة تشعرني بالقيادة وبالقوة والحرية، وأنني سيدة نفسي وبأني في أحلى صورة، في السيارة أشعر بأني أمتلك العالم وأنا أسافر إلى كل أعماق المغرب، سقت في كل طرقات المغرب بمهارة وفعالية حتى عام 2015، فحصل لي شيء غريب، بدأت تحدث معي أمور لا أفهمها خاصة في الطريق، حيث أشعر بتعرق وخوف وأبطئ السرعة بشكل مفاجئ وأرتعش، كنت أقول إنها حالة نتيجة الضغط والتعب، فكنت أتوقف باستمرار وأغسل وجهي وأقرأ القرآن، وأكمل الطريق بخوف وتردد، وهنا أوجه نصيحة لكل السائقين، فأحياناً تحدث ربما أمور باطنية ونفسية تجعلنا نفقد السيطرة على أنفسنا، فنحن ضعاف رغم أننا قد نكون أمهر السائقين. فعلاً بدأت أعراض خفيفة ومتفاوتة في الزمن إلى حدود 2016 حين فقدت إحدى صديقاتي طفليها في حادثة سير مرعبة على، إثرها تُوِفِّيَ ولداها اللذان كانا في عمر أولادي، فكانت النقطة التي أفاضت الكأس ولم أعد أسوق في الطريق السيار لمدة عام..

    

لجأت للعلاج وخضعت لجلسات بالتنويم المغناطيسي بعدما نصحتني إحدى الصديقات بذلك؛ حيث يرتكز العلاج على إيقاظ الوعي الداخلي. عانيت الأمرّين، لم أعد حرة ومستقلة بل أصبحت عالة على عائلتي وأصدقائي، لا أستطيع أن أتحرك في السيارة، وهذا عذبني كثيراً أنا المعتادة على أن أكون القائدة دوماً في العمل وفي السياقة. حاولت مؤخراً أن أتجاوز عقدتي وأن آخذ السيارة، فآخر محاولة مع العلاج حثني فيها المعالج على أن آخذ سيارتي وأسوق ولو لمدة ربع ساعة في الطريق السيار، وبالفعل كانت آخر رحلة في حياتي حاولت أن أسيطر فيها على تخوفاتي وألمي ونجحت بعدما قطعت المسافة القصيرة بين الرباط والبيضاء في أكثر من ساعة ونصف. تغلبت على الفوبيا تدريجياً، أسوق الآن بالتدريج لكنني أحتاط كثيراً وأسير ببطء. وأتفاعل مع الناس وأنصحهم باستمرار على احترام قانون السير.

وصلت في النهاية إلى حقيقة أن السرعة ليست مهمة في الحياة، ما يهم هو الوصول، ومن يريد الوصول بسرعة فعليه أن ينهض باكراً، أما السرعة فقاتلة ومدمرة لحيوات كثيرة. استعدت المقود؛ لكن بطعم آخر مشوب بالحذر والتأني والإيمان بأن طاقتي قد تخذلني، ويجب أن أسوق بهدوء وتركيز وبلا سرعة..