الممثل المغربي بن عيسى الجيراري للسائقة الأولى: السياقة فن يشبه المسرح

بن عيسى ولقطة من أحد المسلسلات
الممثل بن عيسى الجيراري

يرى الممثل والكوميديان بن عيسى الجيراري أن السياقة فن وليست مجرد عمل آلي يقوم به السائق، الذي ينبغي أن يكون على دراية كافية بالسيارة التي يقودها، وهي أشياء قد نجدها في المرأة السائقة أكثر منها في الرجل، وإن كان هذا الأخير يدعي أنه الأقوى والمؤهل لقيادة السيارة بنجاح من المرأة، التي تبقى في نظر ذلك البعض أقل خبرة، وأقل شجاعة، وتحكماً في السيارة لتجنب المخاطر المحدقة بها، وهو ادعاء غير صحيح بدليل ما تحقق في المملكة العربية السعودية حالياً بعدما تم رفع الحظر عن المرأة السعودية التي تغلبت على دهشتها، وأصبحت تتجول بين شوارع المملكة بمعنويات مرتفعة دون خوف أو مركب نقص، وهناك من انضم منهن إلى شركات النقل لتقدم خدمتها لأبنائها وبناء بلدها، بل إن المرأة وبشكل عام تحترم، وقد يكون هذا هو الأصح قوانين السير أكثر من غيرها سواء المتعلقة منها بإشارات المرور والتركيز أثناء القيادة والتزامها، وهذا أساسي جداً بآداب المرور، وهو الشيء الذي يمكن تصنيفه في إطار فنون السياقة. عكس العديد من الرجال الذين يدعون درايتهم الكاملة في قيادة السيارة إلا أن سلوكهم في الطريق يعكس شيئاً آخر سواء في تجاوزهم للسرعة القانونية، أو تجاوزهم للسيارات الأخرى في وضع غير قانوني، متجاهلين ما قد يلحق تصرفهم من ضرر للغير، والمؤسف أن هذه الأخطاء تكون مع سبق الإصرار، بسبب العناد. في حين أن المرأة وإن فعلت ذلك فإن السبب قد لا يكون متعمداً؛ لأنها تتمسك باستخدام الإشارات، والمرايا وتسعى للحفاظ على الهدوء لذلك أصبحت نداً للرجل في مجال السياقة.

ويستحضر الممثل بن عيسى الجيراري علاقته بعالم السيارات، التي كان شغوفاً بها منذ صغره، وهو يحاول فرز أنواعها، ويقارن بين الماركات، حيث كان يمنّي النفس بالحصول على رخصة السياقة عند كبره، واقتناء سيارة التي كان يتخيل نفسه وهو يركب إما هذه العلامة أو تلك، رغم تعلقه بالدرجة الأولى بالسيارات ذات الصنع الألماني.

   

"ولم يخب ظني -يقول- فبعد حصولي على رخصة السياقة عام 1990، بدأت أفكر جدياً وبحكم التزاماتي الفنية في اقتناء سيارة لضبط مواعيد الحضور إلى البلاطو، وتسهيل عملية التنقل بين البيت وأماكن العمل فاقتنيت أول سيارة من نوع (رونو5) ثم استبدلتها بعد ذلك بسيارة من النوع نفسه (سوبر5)، وأتذكر أن شقيقي هو من رافقني وشاركني عملية اختيار هذه السيارة، إلا أن شغفي بالصناعة الألمانية دفعني لشراء سيارة (أوبيل) والتي أمتلكها منذ 5 سنوات، وهي دائماً في حلة بهية، ولم يسبق ولو مرة واحدة أن توقفت بي في مكان مهجور. ولذلك فإنه لا يمكنني تغييرها إلا بسيارة (مرسيديس)؛ لأنها ألمانية الصنع..

وبخصوص حوادث المرور وأسبابها من وجهة نظره كممثل يؤكد الجيراري أن العالم العربي يعاني من خطر حوادث المرور بما فيه المغرب، والأسباب كثيرة، ويمكن إجمالها في عدم احترام القوانين المرورية وانعدام الخبرة لدى المارة في الطريقة المثلى لعبور الطريق، وخاصة حين يتعلق الأمر بالأطفال والعجزة دون إغفال مسؤولية السائق خاصة الشباب المتهور الذي لا يحترم مسافة الأمان والإشارات الضوئية، ناهيك عن حالة بعض العربات المتهالكة مما يؤدي إلى حالات مختلفة من حوادث السير تحتاج للمزيد من التحسيس، والزجر في آن واحد؛ لأن السياقة من الأمور المهمة والخطيرة وفي الوقت نفسه هي فن راقٍ لا يستطيع إتقانه إلا الفنان الذي يدرك أن الطريق هو أشبه ما يكون بخشبة المسرح، ينبغي أن يؤدي دوره بحرفية وينصرف دون إزعاج الناس أو افتعال المشاكل، كإغلاق الطريق على الآخرين أو تعمد إلحاق الضرر بالسائقين الآخرين أو مجاراة المارة والتسابق معهم؛ مما يؤدي إلى الضجيج والحوادث التي تفسد الفرحة المسرحية؛ لذلك فالتحكم في النفس مسألة أساسية والالتزام بالأنظمة المرورية أمر ضروري وملزم للسائق.

وعن الظروف التي قد تحول بينه وبين قيادة السيارة، يوضح الممثل بن عيسى الجيراري أن مضمون هذه الأسباب وردت ضمن قوانين رخصة السياقة، وأنه في حالة المرض، والتعب، وقلة النوم، فإنه يتجنب السياقة التي –في نظره- تقتضي منه التركيز والصبر على أخطاء الآخرين وتجنب الأخطاء..

ويتابع الممثل بن عيسى الجيراري قائلاً:

"السيارة لم تعد مجرد وسيلة للترفيه، بل أصبحت حاجة ماسة بالنسبة لكل أسرة للتنقل وقضاء الأغراض، لذلك أحاول الاحتفاظ بكل سيارة أشتريها إلى حين تأكدي بأنها لم تعد صالحة؛ لأنني لست من الفئة التي تساير (الموضة)، ويسارع لاقتناء آخر (ماركة) تروج لها مصانع السيارات العالمية، وهناك من يملك سيارة منذ 20 سنة، وهي أفضل بكثير من ماركات جديدة، قد تجدها متوقفة عن السير في الطرقات تنتظر وصول  إسعاف الطريق ، لذلك يختم الجيراري: أحرص على صيانة السيارة بانتظام عند ميكانيكي معروف، وأعمل بقوانين المرور، وشعاري دائماً هو "سير بالمهل"، و"القيادة فن"، والفن حرفة لا يتقنها إلا السائق الموهوب، قد يكون رجلاً أو امرأة التي تغلبت على جميع مخاوفها وتتمتع بمعنويات عالية ، وتقود بدون خوف ولا مركب نقص، و الذي حاول البعض أن يولده لدى هذه المرأة التي كرمها الإسلام، واستطاعت أن تغير نظرة الرجل إليها ويبدي إعجابه وتقديرها بها".

وتجدر الإشارة إلى أن الممثل بن عيسى الجيراري تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1989 ومثل في عدة أفلام ومسلسلات مغربية، وقد كانت انطلاقته من مسلسل "دواير الزمان" عام 2000 ثم تلته أعمال أخرى سينمائية وتلفزيونية متعددة أبان فيها قدراته العالية في أداء مختلف الشخصيات .