بعد أن أصبح التحول إلى وجبات الطعام النباتية ظاهرة عالمية دفعت كثيرًا من المطاعم ومصانع الأغذية إلى تجهيز مثل هذه الوجبات للمستهلكين الذين يزداد عددهم يومًا بعد آخر، جاء الدور الآن على السيارات وصار بعض الزبائن يصرون على أن تكون مقاعد وكماليات ودواخل سياراتهم من الجلود النباتية، فيما بات يسمى Vegan cars) )، وهي جلود متينة تصنع من النباتات أو نفاياتها مثل الطماطم وقشور الأناناس وقشرة جوز الهند، وتتمتع بكل مواصفات الجلود الطبيعية، فضلًا عن كونها أطول عمرًا إضافة إلى الجانب الإنساني عن طريق تقليل ذبح الحيوانات حول العالم، وأيضًا عامل المحافظة على البيئة، والتخلص من الأضرار السيئة التي يُخلفها دبغ وتصنيع الجلود.
وفي هذا الصدد رفع «فرانك شميدت» رئيس جمعية الرفق بالحيوانات العالمية (بيتا) في ألمانيا طلبًا بالتحول إلى الجلود «الخضراء» كما يسمونها، وقال في مقابلة مع المجلة الألمانية المعروفة «دير شبيغل» إن السيارة «النباتية» قادمة وأشار إلى أن العديد من شركات السيارات صارت تستجيب لنداء الجمعية، وتتعامل مع هذا النوع من الجلود وأكد على ضرورة شيوع ظاهرة السيارات «الفيغانية» في ألمانيا بشكل أكبر؛ مما هو عليه الحال الآن بسبب وجود مليون فيغاني (لا يأكل أي منتوج حيواني)، ونحو 8 ملايين نباتي (لا يأكل اللحوم بكل أنواعها).
يذكر أن 20 في المائة من جلود الحيوانات المذبوحة على المستوى العالمي تتحول إلى شركات صناعة السيارات؛
إلا إن الوضع قد تغير قليلًا في السنوات الأخيرة، وبات بإمكان الزبون في ألمانيا على سبيل المثال تقديم طلب إلى شركة «مرسيدس» للحصول على سيارات خالية من جلود الحيوانات من الفئة «أي» و«بي» و«سي»، وكذلك تفعل الآن شركة «فولكسفاغن»؛ إلا أن ذلك يتطلب رفع السعر بشكل قد يتعذر دفعه من قبل كل زبون، كما تحوّلت شركة «أوبل» في بعض أجزاء دواخل سياراتها من فئة «سوف» من الجلود الحيوانية إلى الجلود النباتية؛ إلا أن القسم الأكبر من دواخلها، وكذلك المقود، لا يزال يستخدم جلود الحيوانات.
