"التكنولوجيا" تضع حداً لمعضلات تشتت بيانات السيارة أمام السائقين بالدليل الرقمي.. تعرف عليه

الشركات تتنافس على ابتكار أنظمة تراقب انفعالات السائق للحد من الحوادث
الدليل الرقمي لبيانات السيارة على الشاشات والهاتف أحالت الدليل الورقي للتقاعد

 في كل سيارة يتسلم المشتري دليلاً ورقياً وكتيباً صغيراً عن أنظمتها وتقنياتها ليسهل عليه استخدام بياناتها، لكن اليوم فرضت التكنولوجيا الحديثة وسائل رقمية أفضل وأسرع تساعد السائق على التركيز أكثر على القيادة ومتعتها.

مرحباً بالتجهيزات الرقمية.. ووداعاً للتقليدية

اليوم انصب تركيز المصنعين على تبسيط العرض التقديمي للمركبات الذكية من خلال تطوير دليل استخدام السيارة بعد أن أنهت التجهيزات الرقمية حقبة التعامل التقليدي مع السيارات الحديثة، وأحالت كل الأجزاء التي كانت في يوم ما ضرورية على التقاعد.

السيارات الحديثة أكثر ذكاءً من سيارات الأمس

تعمل شركات تطوير السيارات على تحسين سياراتها وجعلها أكثر ذكاء بحيث يتمكن السائقون في المستقبل من ترك المسؤولية للأنظمة التي باتت جزءاً رئيسياً في المركبات لتوجيه دفتها على الطرقات.

ولأن الهدف من وراء استخدام التكنولوجيا هو إيجاد حلول مبتكرة في السيارات تتيح مشاركة المعلومات مع قائدها لاختيار القرارات المناسبة، فإن المسألة بدأت تتطور إلى أبعد من ذلك.

استبدال الدليل الورقي بدليل رقمي للسيارات الحديثة

وفي الوقت الحاضر بدأ يغزو دليل الاستعمال الرقمي عالم السيارات في محاولة من الشركات لتشجيع أصحاب السيارات على الاطلاع عليه والإلمام بوظائف السيارة المختلفة دون الحاجة إلى متابعة كل التفاصيل في دليل الاستعمال الورقي الذي عفا عليه الزمن.

وتوفر البعض من الشركات دليل الاستعمال عبر شبكة الإنترنت أو على أسطوانة دي.في.دي؛ لمشاهدته على الكمبيوتر، بينما تقوم شركات أخرى بدمجه في أنظمة الملتيميديا بالسيارة.

"بي إم دبليو" تقدم ملتميديا متطورة

وفي نظام الملتيميديا بسيارات بي.إم.دبليو تشتمل قائمة السيارة على بند فرعي يعرض جميع المفاتيح وعناصر الاستعمال المرتبطة على الشاشة، ويتم شرح الوظيفة بمجرد النقر على عنصر الاستعمال.

الواقع المعزز

وللمزيد من التفاعل ذهبت شركات أخرى إلى ما هو أبعد من ذلك؛ حيث اعتمدت على تقنية الواقع المعزز وتطبيقات الهواتف الذكية، وفقاً لموقع "العرب".

إرشادات اقتصادية في المرسيدس

وقد طورت شركة مرسيدس الألمانية على سبيل المثال لسياراتها المدمجة مثل الفئة أي البرنامج الخدمي “اسأل مرسيدس”، والذي يقدم إرشادات حول القيادة الاقتصادية على سبيل المثال.

وعند توجيه كاميرا الهاتف الذكي إلى جزء من قمرة القيادة، ستظهر على الشاشة عناصر القائمة، والتي من خلالها يتم تقديم الشروحات والتوضيحات المناسبة.

شروحات الفيديو هي المفضلة للسائقين

وتعتمد شركة أوبل المملوكة حالياً لمجموعة بيجو سيتروين الفرنسية بشكل متزايد على شروحات الفيديو؛ حيث يفضل الكثيرون مشاهدة مقاطع الفيديو التوضيحية على شبكة الإنترنت بدلاً من الاطلاع على دليل الاستعمال المكتوب.

ويمكن العثور على مقاطع الفيديو هذه بموقع الشركة الألمانية على شبكة الإنترنت، أو على موقع يوتيوب أو في تطبيق ماي أوبل على الهاتف الذكي.

ويثني خبير السيارات الألماني هانز جورج مارميت على هذا الاتجاه الذي سيسهل مهمة السائقين بشكل أكبر مع انتشار هذه التقنيات في موديلات الجيل القادم.

ونسبت وكالة الأنباء الألمانية لمارميت قوله: إنه “كلما زادت تعقيدات السيارات، زادت الحاجة إلى استعمال آمن وموثوق به".

ونظراً لأن الكثير من الأشخاص لا يكلفون أنفسهم عناء البحث في الورق، يتوقع الخبير أن يلعب دليل الاستعمال الرقمي دوراً كبيراً في توصيل المحتوى.

وبشكل عام يؤكد مارميت أهمية الالتزام بتعليمات أدلة الاستعمال نظراً؛ لأن السائق يعد هو المسؤول عن التشغيل الصحيح والآمن للسيارة؛ لذا تفضل قبل القيادة الأولى دراسة المعلومات الهامة حول السلامة والتشغيل.

السيارة الجديدة تتطلب معاملة خاصة من السائق

وتعتبر الهيئة الألمانية لمراقبة الجودة أن السيارة الجديدة كالمولود حديثاً، تتطلب معاملة خاصة لاسيما وأن المصنعين بات شغلهم الشاغل منصباً على كيفية حقن سياراتهم بكل الوسائل التكنولوجية المتطورة.

ويسعى عمالقة صناعة السيارات، إلى إغواء عشاق السيارات الحديثة عبر طرح خيارات تتمحور حول الأدوار التي يمكن للسائقين القيام بها مستقبلاً، عندما تصبح المركبات أدوات تنقل ذكية.

التحكم الصوتي واليدوي معاً

وكلما اقترب المهندسون من تحقيق رؤيتهم في هذا المضمار على أرض الواقع، يصبح هذا الأمر أكثر إلحاحاً على مصممي القمرة الداخلية للجيل القادم من المركبات.

ولم يقتصر الأمر على ذلك فقط، بل بات الصراع على أشده لابتكار أنظمة تراقب انفعالات السائقين للحد أكثر ما يمكن من الحوادث.

الشاشات اللمسية حاضرة بقوة

وباتت السيارات الحديثة مزودة بالشاشات اللمسية أكثر من أي وقت مضى، حيث تحتوي على شاشات عرض مركزية أكبر يصل حجم بعضها إلى 15 بوصة كما هو الحال في موديل 3 الذي تنتجه شركة تسلا الأميركية.

وتعمل مجموعات أجهزة القياس على شاشة رقمية بدلاً من العدادات التقليدية، لذلك يحرص المصنعون على احترام قاعدة ضرورية حتى مع وجود تقنيات تتعلق أساساً بالعلامات الموجودة في مقصورة السيارة، والتي من دونها لا يمكن التكهن باحتياجات السيارة.

ولدى شركة هيونداي الكورية الجنوبية نموذج جديد من استخدام الشاشات، حيث كشفت عن قمرة افتراضية لديها شاشات حتى على عجلة القيادة.

ومع التقدم الحاصل في صناعة السيارات، لم يعد هناك مجال للهدوء بين الشركات، فالكل يعمل كخلية النحل داخل مراكز التطوير لوضع مفاهيم مغايرة في عالم القيادة.

قيادة أسهل ومستوى أعلى من الأمان والرفاهية

وبحسب هيونداي، فإن قمرة القيادة الافتراضية، التي تعكف على تطويرها؛ ستجعل الحياة أسهل لشريحة كبيرة من السائقين مستقبلاً، وستتيح لهم مستوى أعلى من الأمان والرفاهية.

وقالت الشركة خلال الشهر الماضي: “نعمل باستمرار على التقنيات الحديثة التي تجعل سياراتنا سهلة الاستخدام، فالشاشات كبيرة وسهلة الاستخدام، وبها قرابة 5 أزرار لكل شاشة، وتوفر ملاحظات عشوائية لسهولة الاستخدام".