تحالف رينو- نيسان يسعى لإعادة بناء نفسه في سوق مضطرب

تحالف رينو-نيسان يسعى لإعادة بناء نفسه في سوق مضطرب

التحالفات الاقتصادية بين شركات السيارات أصبحت سمة أساسية في 2019. وقابلة للمزيد في عام 2020 المقبل.

بعد عام على سقوط رئيس مجلس إدارته كارلوس غصن، يحاول تحالف رينو - نيسان إعادة بناء نفسه على أنقاض ما زال ينبعث منها الدخان، في مهمة هائلة لرئيسه الجديد جان دومينيك سينار، تحت ضغط الوقت في سوق يشهد تغييراً كبيراً.

وكان غصن يؤكد بفخر أنه رفع هذه الشراكة الفرنسية اليابانية إلى الصف الأول في صناعة السيارات في العالم. وببيعها 10.76 مليون سيارة العام الماضي، تقدمت رينو ونيسان وحليفتهما ميتسوبيشي على تويوتا وفولكسفاجن.

لكن، واجه الثلاثي تراجع حجم مبيعاته هذه السنة، وانتقل إلى المرتبة الثالثة في هذا القطاع.

وخلافاً لفولكسفاجن وتويوتا، لا يشكل التحالف مجموعة متكاملة بل شراكة تعتمد على المساهمات المتقاطعة. وتملك رينو 43 في المائة من نيسان التي تملك 15 في المائة من رينو و35 في المائة من ميتسوبيشي، وفقاً لوكالة «الصحافة الفرنسية».

سنة ضائعة

بعد انفجار قضية غصن في نوفمبر-تشرين الثاني 2018. لم يجر أي حوار بنّاء، ولم يكن من الممكن اتخاذ أي قرار. وبالتالي كانت هناك سنة ضائعة.

في أكتوبر-تشرين الأول الماضي، سمح رحيل سايكاوا وبولريه بطي الصفحة. وقال مصدر قريب من نيسان: «حدثت تجاوزات من الجانبين صدرت مواقف مبالغ فيها من الجانبين وتبادلا الانتقادات الحادة. لكن جرى أيضاً تطهير في نيسان وفي رينو على حد سواء». وأضاف: «الآن بات الجميع في المجموعة مقتنعين بأنه يجب تعزيز التحالف».

والمشاكل عميقة. وتبدو الموارد غير كافية بينما يجب تمويل الابتكارات في سوق للسيارات يشهد ركوداً وحالات خلل كبيرة متزامنة مع انتشار السيارات الكهربائية المتصلة بالإنترنت.

وخفضت رينو ونيسان مؤخراً هدف هامش عملياتهما لهذه السنة إلى 5 في المائة و1.4 في المائة من رقم الأعمال على التوالي.

في المقابل تبلغ هذه النسبة بين 6.5 و7.5 في المائة لدى فولكسفاجن رغم فضيحة المحركات المغشوشة التي كلفت المجموعة الألمانية مليارات اليورو.

وفي تويوتا حددت النسبة بـ8 في المائة.

أرقام لا تعكس تآزراً

قالت فيتوريا فيراريس المحللة في وكالة ستاندارد آند بورز للتصنيف الائتماني التي خفضت مؤخراً علامة رينو ووضعت نيسان تحت المراقبة السلبية «بالنسبة لشراكة قديمة» بدأت قبل 20 عاماً: «من المفاجئ أن الأرقام لا تعكس التآزر الذي يفترض أنه موجود منذ فترة طويلة».

ويأمل جان دومينيك سينار المعروف بمهارته الدبلوماسية، في النجاح في إعادة الثقة بين باريس وطوكيو. وقال «ستفاجئكم قوة التحالف في الأشهر المقبلة».

وأضاف أن آخر مجلس للعمليات الذي يعقده شهرياً مديرو المجموعات الثلاثة «كان واحداً من الأكثر إيجابية منذ وصولي إلى المنصب».

ويأمل سينار الذي أخفق في الربيع في دمج رينو مع المجموعة الإيطالية الأميركية فيات كرايسلر (تحالفت مع الفرنسية بيجو حالياً)، التمكن من الإعلان عن مبادرات صناعية مشتركة بسرعة.

جغرافياً، رينو التي تتمتع بوجود قوي في أوروبا ونيسان المتمركزة بقوة في الولايات المتحدة والصين تتكاملان، وتمكنهما الاستفادة من خبراتهما المشتركة في قطاع الآليات الكهربائية.

لكن فيراريس تبدي قلقاً؛ لأن «السوق الصعبة ستكون دافعاً قوياً لإيجاد قاعدة مشتركة، لكن المشكلة هي كم من الوقت سيستغرق ذلك».