تعدّ مرسيدس جي كلاس 2018 G-Class، بالإضافة إلى سيارات لاند روفر، من السيارات الرباعية الأصلية في القطاع، وهي سبقت العشرات من سيارات هذا النوع في الأسواق، وعلى ما يبدو سوف تكون أيضًا الأخيرة في أسواق السيارات الرباعية من حيث التصميم الكلاسيكي الذي لا يتغير، والقدرات الرباعية الفائقة التي لا تنافسها فيها أي سيارة أخرى.
هي من السيارات القليلة التي تعطي أولوية للقيادة الوعرية، ولذلك فإن الانطلاق بها في شوارع المدينة، وعلى الطريق السريعة، ليس في راحة سيارات السيدان أو حتى سيارات رينج روفر. وتعمد الشركة إلى تشديد نظام التعليق في السيارة؛ من أجل تعزيز التحكم في القيادة، خصوصًا على المنحنيات. وترتبط محركات السيارة بناقل حركة أوتوماتيكي بسبع سرعات.
تخدم في كل الظروف
لم تتغير «جي كلاس» كثيرًا في التصميم الخارجي بين الأجيال، ولا يحيد الجيل الجديد منها عن هذه القاعدة، فهي مصنوعة من أجل البقاء لعشرات السنين في الخدمة، ولا يدخل في أولويات التصميم راحة الركاب أو رفاهيتهم. وهي بين السيارات العادية تشبه الدبابة منها إلى أي وسيلة مواصلات أخرى، وتم تصنيعها في البداية لكي تكون سيارة عسكرية تخدم في كل الظروف. وتحافظ جي كلاس على شكلها التكعيبي منذ نشأتها، على الرغم من أن الشركة تقول إن الجيل الحالي جديد بنسبة 99.9 في المائة.
وهي في الأسواق منذ عام 1979، وباعت منها الشركة منذ ذلك الحين حوالي ربع مليون سيارة حول العالم. وداخل الهيكل الجامد أدخلت الشركة تجديدات جذرية لتقنيات السيارة؛ لكي تواكب متطلبات سلامة اختبارات التصادم والأمان الحديثة. وبذلت الشركة جهدًا كبيرًا للتوفيق بين وجود قضيب يمسك به الراكب الأمامي في حالات المناورات الحادة، وبين تركيب وسادة هوائية لحمايته في حالات التصادم.
معالم الرفاهية
من النقاط التي تحسب للسيارة، قدراتها الرباعية الفائقة، واعتماديتها وندرتها بين السيارات الرباعية، التي تنتشر بغزارة في أسواق العالم. ولكن يحسب عليها أنها باهظة الثمن، ولا توفر الراحة الوثيرة أثناء القيادة على الطرق، كما أن تكلفة الصيانة والخدمة مرتفعة.
وهي مصممة لكي تقضي حياتها العملية بين الهضاب والتلال، ومع ذلك فهي تحمل الكثير من معالم الرفاهية، مثل المقاعد المكسوة بالجلود، والمقود الذي يمكن تدفئته. وعلى مرّ السنين أدخلت الشركة العديد من التقنيات على السيارة من دون تغيير الشكل العام، كما وفرت لها أحدث أنظمة الترفيه والاستماع والتواصل والأضواء الدايودية.
ولا توفر «جي كلاس» الكثير من المساحة الداخلية التي تجعلها سيارة فاخرة في هذا القطاع، ولكنها عملية إلى أقصى درجة بأرضية يمكن غسلها وتنظيفها بعد الرحلات الوعرية. ويتم فتح الباب الخلفي إلى الجانب، وليس إلى أعلى، مما يحتاج إلى مساحة خلف السيارة.
صلابة مطلقة
هي سيارة مصنوعة للبقاء في الخدمة لعشرات السنين، ومازالت سيارات «جي كلاس» من حقبة الثمانينيات تنطلق على الطرق وتتمتع بصلابة مطلقة. وهي تتوفر بعدة محركات، منها فئة المدخل من النوع الديزل، سعة ثلاثة لترات، بست أسطوانات إلى أعلى، وهي فئة يمكن الحصول عليها، وهي السيارة جي كلاس إيه إم جي من القطاع الرياضي في الشركة. وهي تأتي بمحرك سعته 5.5 لتر، بثماني أسطوانات، وشاحن توربيني مزدوج.
وتنطلق جي كلاس الرياضية إلى سرعة مائة كيلومتر في 5.4 ثانية، ولكنها لا تحقق أكثر من 20.5 ميل لكل غالون من الوقود. كما أنها تفرز 322 غرامًا من ثاني أكسيد الكربون، مما يعرضها لضرائب باهظة تصل إلى ألف جنيه إسترليني (1400 دولار) سنويًا في بريطانيا.
تجربة قيادة مرسيدس «جي كلاس» الجديدة
لم تكن قيادة الجيل السابق من سيارات «جي كلاس» دقيقة في التوجيه، بالمقارنة مع سيارات القطاع الأخرى، وعالجت الشركة هذه المسألة في الجيل الحالي بتعديلات تصميم في المحور الأمامي، مع إدخال نظام قيادة جديد. ويمكن الاختيار بين العديد من المحركات وأفضلها للمنطقة بترولي سعته أربعة لترات، بشاحن توربيني، بينما تتوفر محركات ديزل لأوروبا.
قدرات «جي كلاس» الرباعية هي الأفضل في القطاع، وتستخدم في المهام الشاقة وعمليات الإنقاذ، حيث تتخطى عقبات لا تستطيع أي سيارة أخرى التغلب عليها. وأضافت الشركة في الجيل الجديد بعض النعومة في الانطلاق على الطرق، وأدخلت عليها ما يكفي من التقنيات التي تضمن لها النجاح في اختبارات السلامة والأمان الحديثة.
