أول مدرسة لتعليم صناعة الحُلي في مصر تتحول إلى متحف لسيارات زعماء عرب بينهم الملك حسين والسادات

الطلاب مرتبطون بالسيارات التاريخية ومتعلقون بها رغم عدم معرفتهم بسجلها
من اليمين سيارة السادات وعامر وإدريس السنوسي والملك حسين
الطلاب يتأملون سيارة مرسيدس كلاسيكية ملك زعيم عربي

المألوف هو إنشاء مبانٍ جديدة لمتاحف السيارات الثمينة والنادرة والكلاسيكية التي يمتلكها بعض زعماء ومشاهير العالم، لكن في مصر اختلف الأمر بتحويل مدرسة فنية متخصصة بصناعة الحُلي إلى متحف لسيارات زعماء عرب كبار مؤثرين خلال حياتهم.

حيث حولت مدرسة مصرية متخصصة في صناعة الحليّ باحتها إلى متحف مفتوح للسيارات الملكية والرئاسية النادرة لاستقطاب أعين الطلاب، وتجاورت رغم اختلاف الحقب الزمنية سيارات زعماء عرب في مكان واحد، وفق ما ذكر موقع العرب.

والتصقت في فناء مدرسة إيجيبت غولد بشمال القاهرة، سيارات خاصة بملك الأردن الراحل حسين بن طلال، والملك الليبي السابق إدريس السنوسي، والرئيس المصري الراحل أنور السادات، والمشير الراحل عبدالحكيم عامر. وبدا الموروث النادر تحفة نادرة معروضة أمام تلاميذ مدرسة ثانوية.

وفسر المدير التنفيذي خالد حسن أسباب وضع مقتنيات ثمينة في فناء مدرسة حكومية، وهو أمر غير شائع، بالرغبة في تعميق شعور القيمة والجمال لدى الطلاب ممن يدرسون التعامل مع الذهب والمجوهرات.

وأضاف خالد حسن: عندما يلتفت الطلاب فيجدون كل ما حولهم ثميناً يدركون القيم الجمالية في الذهب لا المادية، وتتجذر لديهم قيم الإبداع وصفة الأمانة.

رولز رويس الملك حسين بن طلال

وقطعت كل سيارة رحلة طويلة قبل أن تكون معروضة أمام الطلاب، فسيارة الملك حسين، وهي من طراز “رولز رويس”، يتقدمها التاج الملكي، أجزاء كبيرة منها مصنوعة يدوياً من خشب الأبنوس.

وكان الملك الراحل يستخدمها خلال فترة دراسته في جامعة فيكتوريا بالإسكندرية، وقبل مغادرته أهداها إلى سيدة، ثم اشتراها رئيس مجلس إدارة شركة “إيجيبت غولد” ومقتني السيارات مصطفى نصار، ورفض الكشف عن هوية السيدة.

مرسيدس الملك الليبي إدريس السنوسي

وهناك سيارة أخرى نادرة من نوع “مرسيدس 300”، امتلكها الملك الليبي الراحل إدريس السنوسي، الذي قضى سنواته الأخيرة في القاهرة، بعدما أطاح بحكمه العقيد الراحل معمر القذافي. وبعد وفاته في العام 2006، باع ورثته هذه السيارة التي حظي بها نصار أيضاً، الذي يهوى اقتناء السيارات القديمة ذات القيمة، ولديه منها 31 سيارة أخرى.

مرسيدس السادات وعبد الحكيم عامر

وأشار رئيس مجلس إدارة شركة إيجيبت غولد والمدرسة التي انبثقت عنها، إلى أن السيارة الثالثة “مرسيدس موديل 36 -170”، خاصة بالرئيس الراحل أنور السادات، والأخيرة كان يملكها المشير عبدالحكيم عامر الذي اشترى موديل السيارة نفسه، واقتنى السيارتين بعدما اشتراهما من ورثتهما.

وحاول نصار، لشدة ولعه بشراء السيارات والمباني القديمة والأنتيكات، خلق حالة خاصة في المدرسة لربط الطلاب بقيم ممتدة عبر التاريخ.

ويرتبط الطلاب على نحو خاص بالسيارات ويحرصون على التقاط الصور التذكارية معها ويتبادلون حولها القصص.

ويعتقد محمد عبدالله، أحد الطلاب، أن السيارات ملك لجد نصار، ويقاطعه آخر بأن أحدها ملك للفنان الراحل إسماعيل ياسين، ويشير ثالث إلى الفنان فريد الأطرش، لكنهم يجمعون على عراقتها والشعور المختلف الذي يخلقه تواجدها في فناء المدرسة، وعبر عنه أحدهم “نشعر بأننا نتلقى العلم في متحف".

ولا تشكل السيارات اللافتة الوحيدة في الفضاء الذي يعد أول مدرسة فنية لتعليم صناعة الحُلي في مصر، بل ويعتبر تصميم المكان كله فريداً، فهو يجمع تحفاً فنية من عصور عدة، بما في ذلك المنافذ والأبواب التي جُمعت من أخشاب ثمينة.