خبراء: قيادة المرأة سوف تغير معالم السوق السعودية

معظم الإقبال الجديد في السعودية سوف يكون على قطاعات السيارات المتوسطة والفاخرة
من المتوقع أن تعوض الأسواق هذا العام تراجعها وبنسبة لا تقل عن 20 في المائة
من المتوقع أن يرتفع معدل استخدام السيارات في المملكة
تنتظر الشركات السعودية المرحلة الجديدة بشغف

تعكف شركات الأبحاث والسيارات على تصور أبعاد التغييرات المتوقعة في سوق السيارات السعودية، بعد تطبيق القرار الملكي الذي يسمح للمرأة بقيادة السيارة، بداية من شهر يونيو (حزيران) من العام الحالي. ويفتح القرار الملكي مجال القيادة لنحو ثمانية ملايين مواطنة سعودية، و2.7 سيدة مقيمة في المملكة لقيادة السيارات، بشرط الحصول على رخصة قيادة سعودية أو خليجية.

تنتظر الشركات السعودية المرحلة الجديدة بشغف، حيث تراجعت مبيعات السيارات في المملكة في العام الماضي؛ بسبب تراجع أسعار النفط وارتفاع أسعار الوقود المحلي. وتشير إحصاءات من مؤسسة «ميريل لينش» إلى أن السوق السعودية تراجعت في العام الماضي بنسبة 25 في المائة، من حوالي 858 ألف سيارة إلى 644 ألف سيارة.

ومن المتوقع أن تعوض الأسواق هذا العام تراجعها وبنسبة لا تقل عن 20 في المائة، خصوصًا في النصف الثاني من العام الذي تدخل فيه المرأة مجال شراء وقيادة السيارات للاستعمال الشخصي والعائلي. ومن المتوقع أن يرتفع معدل استخدام السيارات في المملكة من 220 سيارة لكل ألف مواطن إلى 300 سيارة لكل ألف مواطن بحلول عام 2025.
وتشير مؤسسة «إل إم سي» لأبحاث السيارات إلى أن معظم الإقبال الجديد في السعودية سوف يكون على قطاعات السيارات المتوسطة والفاخرة، خصوصًا في القطاع الرباعي الرياضي. وذكرت المؤسسة تحديدًا سيارات مثل: بنتايغا من بنتلي، وسيارات لامبورغيني، وأستون مارتن.
ومن المعروف أن شركات الإنتاج الشعبي مثل «تويوتا وهيونداي ونيسان» تسيطر على نسبة 70 في المائة تقريبًا من حجم السوق السعودية.

من المعالم التي سوف تتغير في سوق السيارات السعودية أيضًا:

  • تراجع عدد السائقين المخصصين حاليًا لقيادة سيارات عائلية وتنقلات النساء اليومية، ويبلغ عدد هؤلاء السائقين حاليًا 1.3 مليون سائق، سوف يضطرون إلى البحث عن وظائف أخرى أو مغادرة المملكة.
  • توجه شركات السيارات إلى تغيير إستراتيجيات التسويق في المملكة، التي طالما ركزت على الرجل وتطلعاته واحتياجاته. فالتركيز في المرحلة المقبلة سوف يكون عن مطالب المرأة في السيارة، ومحاولة تلبية هذه المطالب، والوصول إلى المرأة عبر وسائل الإعلام المناسبة التي تتوجه إليها، مثل «سيدتي».
  • سوف يفتح القرار المجال لعمل المرأة في صالات عرض السيارات وأقسام المبيعات المخصصة للنساء. وتقوم بعض الشركات حاليًا بحملات توظيف موجهة خصيصًا للمرأة ودورات تدريب؛ استعدادًا لمتغيرات السوق في منتصف العام الحالي.
  • بدأت شركات السيارات بالفعل حملات ترحيب بالمرأة السعودية على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها شركات فورد الشرق الأوسط بعبارة «مرحبًا بك على مقعد القيادة»، ونيسان الشرق الأوسط التي قالت: «نبارك للمرأة السعودية السماح لها بالقيادة» وشركة فولكسفاغن التي غردت: «الحين دورك تجلسين في مقعد السائق».
  • افتتحت في جدة مؤخرًا أول صالة عرض سيارات مخصصة للنساء فقط. وتجد النساء في صالة العرض العديد من السيارات الجديدة التي يتم تفحص تجهيزاتها، وسؤال موظفات المبيعات عن كل الجوانب الفنية للسيارة، بالإضافة إلى حلول التمويل. ومن المتوقع أن تنتشر صالات العرض النسائية في مدن المملكة في الشهور المقبلة.
  • من المتوقع أن يكون الإقبال النسائي مركزًا على أنواع معينة من السيارات، مثل القطاع الرباعي الرياضي، الذي يمثل 20 في المائة من إجمالي المبيعات في السعودية. وتتحمس شركة «بي إم دبليو» لدخول القطاع النسائي إلى الأسواق، وتقدم سيارات مثل «إكس 5» التي تمثل أفضل سياراتها مبيعًا في المملكة، بالإضافة إلى سيارات ميني الصغيرة. ويمكن لسيارات رباعية فاخرة أن تجد لها مجالاً في القطاع النسائي، مثل: نافيغيتور من لنكولن، وإيسكاليد من كاديلاك، وأوروس من لامبورغيني، وليفانتي من مازيراتي.
  • سوف يكون للمرأة صوت قوي في توجيه شركات السيارات، لما تحتاجه خصوصًا، وأن نصف التعداد السعودي، ونصفه نسائي، لا يزيد عمره على 24 عامًا.
  • سوف يفتح القرار مجالات التوظيف للمرأة، حيث ستتوفر لها سهولة الانتقال إلى مقار الأعمال، والعودة منها بسيارتها الخاصة. ويدخل القرار ضمن توجهات «رؤية 2030» التي تهدف إلى النهضة بالاقتصاد السعودي وفتح مجالات العمل والتوظيف للمهارات المحلية وللاستثمار الأجنبي.
  • سوف يشجع الطلب الإضافي على قطاع السيارات في المملكة الإقبال على قروض تمويل شراء السيارات من البنوك، وهو قطاع تنشط فيه البنوك الرئيسية في المملكة، مثل الراجحي، والوطني التجاري، وبنك الرياض. وسوف ينعكس الطلب على قروض السيارات إيجابيًا على قطاع البنوك.