يبدو أن العنوان أعلاه ضربٌ من الخيال، فكيف لطائرة رئاسية يُقدّر ثمنها بمئات ملايين الدولارات، أن تُباع بـ27 دولاراً أمريكياً فقط؟! هذا صحيح.. إنه أمر خيالي، لكنه لا يخلو من الحقيقة. فبعد أن فشلت الحكومة المكسيكية ببيع طائرتها الرئاسية من نوع بوينج 787، والتي اشترتها قبل 8 سنوات بأكثر من 200 مليون دولار أمريكي، ابتكرت طريقة عبقرية للتخلص منها.
بدأت هذه الحكاية عندما أقرّ الرئيس المكسيكي الحالي، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، المعروف لدى الشعب باسم "أملو"، بحزمة من الإصلاحات الاقتصادية مع بداية تسلّمه للحكم نهاية العام 2018، وكان من بين هذه الإصلاحات عرضه الطائرة الرئاسية الفاخرة للبيع؛ بقصد مساعدة فقراء المكسيك بثمنها، إلا أن المشكلة كانت بعدم وجود أي مشترٍ للطائرة منذ ذلك الحين.
إلا أن رئيس البلاد لم يُصبه اليأس بهذا الشأن، وخطرت له فكرة ذكية للغاية؛ حتى يتخلص من الطائرة الرئاسية ويستفيد من ثمنها، وذلك من خلال الإعلان عن أنه سيتم إصدار أكثر من 6 ملايين تذكرة، كل واحدة بقيمة 500 بيزو مكسيكي، ما لا يتجاوز الـ27 دولاراً أمريكياً، ومن ثم إقامة سحب على الطائرة الرئاسية، ومن يفوز بهذا السحب؛ بإمكانه أن يستخدم الطائرة لمدة عام أو عامين. مع الإشارة إلى أنه من إجمالي بيع هذه التذاكر، ستحصل السلطات على 150 مليون دولار.. بالفعل فكرة ذكية للغاية.
المثير بهذا الأمر أنه إذا نظرنا إليه من جهة ما، فإن الفائز بالسحب بالفعل سوف يمتلك طائرة رئاسية فخمة بـ27 دولاراً فقط، لمدة عام أو اثنين. وما يزيد الإغراءات بشأنها؛ أن الرئيس "أملو" نفسه، كان قد حاول جذب المكسيكيين؛ ليقبلوا على هذا السحب، من خلال ذكر مواصفات الطائرة، بأنها مصممة بفخامة كبيرة؛ حتى تتسع لـ80 راكباً، وأنها توفر حجرة اجتماعات وغرفة نوم مع حمام خاص.
