سيارات أنقذت شركاتها المُصنعة من الإفلاس وغيرت مستقبلها تماماً

سيارات أنقذت شركاتها المُصنعة من الإفلاس وغيرت مستقبلها تماماً

عالم صناعة المحركات عالم صعب للغاية، ولن يستطيع الاستمرار فيه من لا يتحلى بالحذر والتفكير الذكي والإدارة الناجحة والابتكار. وفي هذا العالم الصعب، أفلست العديد من الشركات التي كان يُتوقع لها نجاحٌ ومستقبلٌ باهرٌ، وأغلقت أبواب مصانعها واختفت إلى الأبد. ولكن هناك شركات أخرى –ومنها عمالقة في المجال- وصلت إلى حافة الإغلاق، لكن طرازاً واحداً انتشلها من مصير مُظلم، وأعاد لها الأمل في المنافسة وأنقذها من الإفلاس.

وإليكم تالياً –بحسب موقع سترايف مي- عدداً من أشهر السيارات التي أنقذت شركاتها المُصنعة من الإفلاس والإغلاق، وغيرت مستقبل هذه الشركات.

مرسيدس 300 SL

سيارة انتصرت على الحرب العالمية

عاشت شركة مرسيدس الألمانية بعد الحرب العالمية الثانية، أزمة اقتصادية كبيرة حالها كحال جميع الشركات، إلا أن الشركات الألمانية كان وضعها الأسوأ على الإطلاق في العالم، وتحديداً العملاق مرسيدس، التي كانت على وشك إعلان إفلاسها وإغلاق مصانعها، لولا أن أنقذها طراز واحد من هذا المصير، أنها سيارة مرسيدس 300 SL التي تم إنتاجها في العام 1954. 

تمكنت 300 SL من صناعة سمعة العملاق الألماني من جديد، وأعادته إلى المنافسة مرة أخرى، بل وغيرت مستقبل الشركة إثر نجاح هذا الطراز الذي اشتهر بمحركه المتطور حينها بنظام حقن وقود لأول مرة في سيارة إنتاجية، ناهيك عن أبوابها الفريدة التي جاءت على هيئة أجنحة طائر النورس.

بي أم دبليو 1500

السيارة التي حددت هوية بي أم دبليو

على الرغم من أن العملاق الألماني بي أم دبليو BMW، كان قد تأسس خلال العام 1916، وبدأ العمل كشركة مصنعة لمحركات الطائرات قبل أن تتحول إلى شركة سيارات، إلا أنه كان يفتقد إلى هويته الواضحة التي تصنع بصمته في عالم المحركات، وخاصة خلال عقدي الخمسينات والستينات من القرن العشرين الماضي، الأمر الذي جعل مبيعات الشركة منخفضة جداً، وكانت على وشك إغلاق مصانعها.

استمرت الشركة على هذا الحال حتى وصل المستورد الأمريكي ماكس هوفمان، الذي طرح على إدارة بي أم دبليو فكرة عبقرية، وهي أن تصنع سيارة صغيرة يوجد فيها أكبر محركات العملاق الألماني، وفي ذلك الوقت كان محرك 4 سلندرات سعة لترين. وبالفعل تم إنتاج سيارة بي أم دبليو 1500، التي كانت باكورة سيارات السيدان الرياضية، هذه الفئة التي قلبت حال الشركة رأساً على عقب، وتميزت بها حتى وقتنا الحاضر.

بويك ريفيرا

عندما تحولت إلى سيارة رياضية

خلال عقد الستينيات من القرن الماضي، مرت شركة بويك الأمريكية لصناعة السيارات بأزمة كبيرة، فقد انخفضت مبيعاتها بشكل واضح ولم تعد جاذبة للعملاء كما في السابق. وحتى تخرج من هذه الأزمة، قررت أن تتجه إلى فئة الشباب، وفكرت بإنتاج سيارة جديدة تجذب هذه الفئة، وفي العام 1963 أعلنت عن سيارتها من طراز بويك ريفيرا، التي أتت بخطوط رياضية مميزة جداً، والتي كانت السبب في إعادة شركة بويك إلى الحياة من جديد.

سيارة رنج روفر

السيارة التي أنقذت العملاق البريطاني

منتصف وأواخر عقد الستينيات، كانت شركة لاند روفر تصارع حتى لا تُعلن إفلاسها بشكل رسمي، فكان لا بدّ لها من أن تغير هذا المصير من خلال تغيير جذري في إنتاجها. وحينها صممت وصنعت سيارة رنج روفر خلال العام 1970، التي كانت بكل ما تحمله الكلمة من معنى، طوق النجاة الذي أنقذ عملاق المحركات البريطاني حتى وقتنا الحاضر. حيث إن انتشارها الواسع حقق مبيعات كبيرة للشركة وأعادها إلى حلبة المنافسة من جديد.

بورشه 944

سرعة وأداء.. والسعر في متناول اليد

على الرغم من تاريخ بورشه الطويل والمميز، إلا أنها مع بداية الثمانينيات انخفضت مبيعاتها بشكل كبير، وتراجعت شهرتها التي كانت قد جعلتها في مقدمة صناعة المحركات. لكن بورشه فكرت جيداً في حلّ للخروج من هذه الأزمة التي جعلتها توشك على الإفلاس، وكان الحلّ في طراز بورشه 944، الذي أنتجته خلال العام 1981، ليكون أول سيارة في العالم تكون رياضية وسريعة وبسعر مناسب في متناول الجميع، وخلال الأعوام العشر الماضية من إنتاج هذا الطراز –حتى العام 1991- تغير شكل ومستقبل العملاق الألماني تماماً.

بيجو 205

الأكثر مبيعاً في فرنسا 

لم تكن تعرف مجموعة بيجو سيتروين خلال العام 1978، أنها عندما استحوذت على أعمال شركة كرايسلر الأمريكية في أوروبا مقابل دولار واحد فقط، أنها سوف تمر بأزمة تاريخية كبيرة، لأن كرايسلر كانت تصارع ديوناً كثيرة في ذلك الوقت، حمّلتها لبيجو سيتروين. وقبل أن تعلن المجموعة إفلاسها، أنتجت سيارتها بيجو 205، التي خلال بضع سنوات فقط، أصبحت أكثر سياراتها مبيعاً في فرنسا، وانتشلتها من شبح الإفلاس والإغلاق.

فورد توروس

القوة التي هزمت الأزمة الاقتصادية

من عقد الثمانينيات أيضاً، ولكن هذه المرة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كانت الأزمة الاقتصادية والبترولية تضرب جميع الشركات الكبيرة والصغيرة في البلاد. وكحال جميع الشركات كانت فورد تعاني من هذه الأزمة، ولكن الحلّ كان في تقديم سيارتها من طراز توروس خلال العام 1985، التي غيرت مصير الشركة، ونقلتها إلى مرحلة جديدة من التصميم والصناعة.