عام 1940 أي منذ 78 عاماً كانت تونس ترزح تحت الاستعمار الفرنسي البغيض، وكانت النّساء أميّات لا يذهبن إلى المدارس، وكان المجتمع محافظاً متزمّتاً منغلقاً والمرأة لا تخرج من بيتها إلا في مناسبات نادرة وعند الضرورة القصوى.
في ذلك العام ومنذ 77 عاماً خرجت الفنانة شافية رشدي تقود سيارتها بنفسها، وكانت أول امرأة تونسية تفعل ذلك. كانت مرتدية العباءة البيضاء التونسية المعروفة باسم "السفساري"، والسيارة كانت مكشوفة وشافية النجمة الشهيرة تطوف شوارع تونس العاصمة، وهي تقود سيارتها بنفسها.
كان ذلك مشهداً غير مألوف، وقد استهجنه الكثير من الرّجال المحافظين ورأوا فيه تحديّاً للعادات والتّقاليد.
ولكن شافيّة رشدي كانت وقتها في أوج مجدها الفنّي، ولها مكانة مرموقة وشهرة واسعة ومال وفير، وهي نجمة متلألئة، ويسمح لها ما لا يسمح لغيرها؛ فهي تغني لأعيان البلد، ولها صالون أدبي كان يحضره كبار الشعراء والملحنين والعازفين، وخلال تلك الجلسات تم تأليف وتلحين العديد من الأغاني التي لا يزال الناس إلى اليوم يطربون لسماعها.
والفنانة التونسيّة الشّهيرة واسمها الحقيقي زكيّة المرّاكشي، ولدت يوم 7 نوفمبر 1910، وتوفيت يوم 21 يوليو 1989 بتونس العاصمة.
