رغم الراحة التي وفَّرَتْها الأُطُر المطاطية المنفوخة بهواء مضغوط، والتي يتم تثبيتها على عجلات معدنية، فإن تغييرها في حالة حدوث ثقب بها مسألة تؤرّق المستعمِلين، كما أن لها أضرارًا بيئية، فمن الصعب إعادة تدويرها؛ حيث إن المطاط له مقاومة عالية ضد التآكل، ومن هنا بدأ عدد من الشركات العالمية المختصة بالمجال في العمل على إيجاد إطارات صديقة للبيئة، وبجودة عالية ومقاربة لما هو متوفر في الأسواق.
وهنا نجد أن شركة «جوديير» المتخصصة في صناعة إطارات السيارات، تَمَكَّنَتْ من ابتكار إطار جديد سيساهم في الحدّ من الاحتباس الحراري، وتنقية أجواء المُدن من غاز ثاني أكسيد الكربون.
الهيكل الخارجي:
الإطار الجديد مُغطّى بمجموعة من الطحالب الحيّة، والتي تمتص الرطوبة من الهواء أثناء حركة السيارة، وتتغذى على ثاني أكسيد الكربون لإنجاز عملية التمثيل الضوئي، وتُنتج الأكسجين عوضًا عنه.
الحسّاسات:
يتكون الإطار من مجموعة من الحساسات، من ضمنها شرائط ضوئية تعمل بواسطة الطاقة التي تنتجها الطحالب، وهي أيضًا مُزودة بتقنية اتصالات سوف تُتيح لها تبادل المعلومات مع المركبات الأخرى التي تستخدم الإطارات ذاتها.
امتصاص ثاني أكسيد الكربون:
ستعمل تلك الإطارات على امتصاص نحو 4000 طنٍّ من ثاني أكسيد الكربون في السنة الواحدة، وستُنتج نحو 3000 طنٍّ من الأكسجين، إذا ما تمَّ استخدامُها في حوالي 2.5 مليون سيارة. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن أكثر من 80% من الأشخاص الذين يعيشون في مناطق حضرية يتعرضون لمستويات تلوث هواء تتجاوز الحدود الآمنة التي وضعتها المُنظمة.
طريقة عمل الإطار:
تعتمد طريقة عمل تلك الإطارات على فكرة فريدة، وهي تغطية السطوح الداخلية للإطارات بالطحالب الحيّة، مما يساعد على امتصاص الرطوبة من الطريق خلال حركة الإطارات، وامتصاص ثاني أكسيد الكربون من الهواء لإنجاز عملية التركيب الضوئي، وإنتاج الأكسجين، وتستطيع هذه الإطارات في مدينة مثل باريس -وفق تقديرات الشركة- أن تُنتج 3000 طنٍّ من الأكسجين.
لا تُثْقَب:
هذه الإطارات مطبوعة اعتمادًا على تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، وذلك باستخدام مسحوق مطاطيّ ناتج عن إعادة تدوير إطارات قديمة، وصُنعت هذه الإطارات، التي لا يمكن أن تُثقَب، لتعيش فترة طويلة، فلا يضطر السائق إلى استبدالها كثيرًا مثلما يفعل مع الإطارات العادية.
فوائد الطحالب:
الطحالب شأنها شأن سائر النباتات الخضراء، تُنتج موادَّ عضويةً بواسطة عملية التركيب الضوئي، وبما أنه لا أوراقَ لها ولا جذورَ حقيقية، فإنها تمتص المواد التي لا تستطيع الاستغناء عنها كالماء، والأملاح المعدنية، من خلال كامل مساحة جسمها، إلا أن هناك أنواعًا نادرة من الطحالب محرومة من اليخضور "الكلوروفيل"، وبالتالي فهي غير قادرة على صنع المادة الحيّة، لذا فإنها تمتص المواد العضوية الذائبة في الماء بشكل مباشر.
تُعتبر عملية تصنيع الإطار المطاطي والمكونات الداخلة في تصنيعه، وطريقة التصنيع نفسها، من الأسرار الخاصة بكل شركة، ولا يستطيع الأفراد الأغنياء البدء في عمل مصنع لإنتاج الإطارات تحت علامة تجارية جديدة خاصة بهم؛ لأن ذلك مكلفٌ جدًّا، علاوة على عدم تمكنهم من الحصول على الخبرات العملية والعلمية اللازمة لمثل هذه الصناعة.
