ياسمين ذوكار بطلة رالي السيارات

لاعبة الرالي التونسية ياسمين ذوكار
لاعبة الرالي التونسية ياسمين ذوكار
سباقات الرالي
شاركت في بطولات «فورميلا تونس» منذ انطلاقها، وحصلت على المرتبة الرابعة
سباقات الرالي

هي واحدة من قليلات مارسن هذه الرياضة، عشقها لها انطلق منذ أن كانت فتاة صغيرة؛ حين كان والدها يصطحبها معه إلى ورشة الميكانيك التي يمتلكها، وإلى أكبر سوق للسيارات في تونس، هناك اكتشفت عالم السيارات، وتعرفت على طريقة عملها، وتعلمت بعض قواعد إصلاحها.
 هي لاعبة الرالي التونسية ياسمين ذوكار، صاحبة شركة إنتاج، لم يمنعها شغفها بعالم السينما والأفلام، الذي اختارته اختصاصًا لدراستها، من ممارسة لعبتها المفضلة، والمشاركة في الكثير من سباقات السيّارات بأنواعها المختلفة؛ لأنها تجد فيها الإثارة التي تبحث عنها في كل ما يحيط بها.

تقول متحدثة إلى «سيدتي» في لقاء سابق إنها منذ كانت طفلة وهي تحاول قيادة السيارة
 في سنّ مبكرة سافرت إلى العديد من الدول، واكتشفت أنها تمتلك موهبة خاصة في قيادة السيارات؛ إذ كانت تُقبل على ممارسة لعبة «الكارتينج»، وهي السيّارات الصغيرة التي يقودها الأطفال، وشاركت عندما كبرت في راليات وفي أكثر من سباق، سواء في الصحراء أو المسالك المنظمة.
شاركت في بطولات «فورميلا تونس» منذ انطلاقها، وحصلت على المرتبة الرابعة، ولمدة أربع سنوات متتالية في رالي عالمي بالجزائر، وشاركت أيضًا في مناسبتين في سباق دولي بإيطاليا.

    
موقف عائلتها
«كان والدي أبرز المشجعين لي، وهو من يقوم بتحضير السيارة التي سأشارك بها في السباقات، وهو أيضًا المشرف على فريق الصيانة المرافق لي خلال السباقات؛ لإصلاح أي عطب قد يطرأ على سيارتي.
أما والدتي فهي ككل الأمهات؛ دائمًا ما تعبر عن خوفها عليَّ؛ لأن هذه الرياضة تحفها الكثير من المخاطر».
نظرة المجتمع 
تتابع: «يعتقد كل من يراني أنني فتاة رقيقة مدللة، قد أغضب إذا انكسر أحد أظافري، مهووسة بالأناقة والماكياج، ولكن عندما أبدأ في الحديث عن عالم الرياضات الميكانيكية، وعن السباقات التي شاركت فيها؛ تتملكهم الدهشة؛ لأنهم يعتقدون أنها رياضة رجالية بالأساس، إذ حتى على المستوى العالمي؛ لم تلمع أسماء نسائية في هذه اللعبة، وظلّ التميّز حكرًا على الرجال فقط، وأنا لا أتجاوز سرعة 180 كلم في الساعة؛ لأنني أعلم جيدًا أن سيارتي لا تسمح بتجاوز ذلك، وفي الطرقات العادية أنا ميّالة للقيادة الهادئة والمتزنة.

عزوف الفتيات
أعتقد أن الأمر شبيه بأن تطلب من صبي أن يلعب بدمية، فإذا فعل ذلك فهذا مؤشر على أنه سيكون متخصصًا مستقبلاً في عالم المرأة؛ كأن يكون خبير تجميل أو مصمم أزياء، والشيء نفسه بالنسبة للفتيات، فمشاهد الزيوت والملابس المتسخة قد يشعرهنّ بالقرف من هذه الرياضة، التي سادت عنها فكرة خاطئة؛ وهي أنها رياضة «رجولية». 

هوايات أخرى
لا أفوت أي فرصة لتجربة شيء قد يشعرني بالإثارة، فقد علّمني زوجي قيادة الدراجات النارية، رغم أنني كنت أخافها، وجربت أيضًا الهبوط بالمنطاد والتزحلق على الجليد، وسبق لي أن مارست رياضات أخرى لمدة سنوات؛ مثل كرة السلة والجمباز، ولكنني انقطعت؛ لأنني لم أجد المتعة التي أبحث عنها فيها.

الفرق بين سباقات الصحراء والسباقات الأخرى
في الصحراء، قد تغرق السيارة في كثبان الرمل، وعليَّ أن أقوم بإخراجها من هناك مستعملة المعول تحت أشعة شمس، أما بالنسبة للسباقات الأخرى؛ فهي تجري بحضور الجمهور، وتعتمد بالأساس على السرعة. وقد يحدث أن أقوم بتغيير العجلات بالطريق العام، حتى ولو كنت مرتدية فستان سهرة أنيقًا، ولكن أحيانًا قد أعجز عن ذلك؛ لأن العطب يتطلب أدوات لا تتوفر لديَّ في تلك اللحظة.

   

الحوادث الخطيرة 
تتابع: «أذكر أنني كدت أفقد حياتي في أحد الراليات بالصحراء، وكنت يومها أقود السيارة بمفردي؛ إذ يتطلب السير على الرمال تخفيض ضغط هواء العجلات، شرط أن نعيده إلى المستوى العادي فور مرورنا بطريق عادي، ويومها أدركت بعد أن قطعت الجزء الرملي من الطريق، أنني سأتأخر في الوصول إذا توقفت لتعديل ضغط الهواء، وأكملت السير على تلك الحال، ولم أكن أدرك أن هناك منعطفًا حادًا في انتظاري، لم أستطع السيطرة على السيارة التي انقلبت أكثر من مرة.