المرأة مصدومة لعدم التزام الرجل بالأنظمة المرورية!

طالب عدد كبير من السيدات بأن يطبقوا النظام، ويوقعوا أشد العقوبات على المخالفين بالشوارع
المرأة تعلمت حديثاً؛ إلا أنها ملتزمة 99% بالأنظمة ولا تجدها تخالف إلا بنسبة قليلة

من يشاهد شوارع السعودية وقيادة الرجل يتوقع أنه في لعبة "بلاي ستيشن"؛ حيث قليل منهم يلتزم بالأنظمة الصحيحة، ومع أن المرأة تعلمت حديثاً؛ إلا أنها ملتزمة 99% بالأنظمة ولا تجدها تخالف إلا بنسبة قليلة.

نزلت "سيدتي" للشارع وسألت قائدي وقائدات المركبات عن رأيهم بانتقاد النساء.

فرد عضلات

 المرأة تعلمت في مدارس قيادة وتدريب على الأساسيات والأنظمة المرورية الصحيحة، بعكس الرجل الذي كان والده أو أخوه أو أحد أقاربه قد علمه تعليماً مبدئياً وانطلق للشارع، هذا رأي عبير محمد، معلّمة، التي تجد قيادته من دون أساسيات صحيحة، تعلّق: "انصدمت المرأة من قيادة الرجل في الشارع، فوجدته غير ملتزم بأي أنظمة، وكأنه يمشي على البركة وفرض عضلات".

منظمة

فيما تسير سمية إبراهيم، موظفة بنك، بالشارع، وتعرف قيادة الرجل من قيادة المرأة في السيارة، فالمرأة برأيها مستحيل أن تخرج عن مسارها بطريقه غير صحيحة، ولن تجدها تخالف في السرعة أو التجاوزات الخاطئة أو أي مخالفة مرورية، بل تجد قيادتها هادئة، تعلّق قائلة: "المرأة أساساً منظمة في حياتها، ولا تحب أن تخالف إلا قلة منهن، وتعلم أن القيادة مسؤولية وليس مجرد ترفيه أو قيادة مقود فقط".

إشارة

طالب عدد كبير من السيدات بأن يطبقوا النظام، ويوقعوا أشد العقوبات على المخالفين بالشوارع بوضع كاميرات في كل مكان، ورصد المخالفات، فالمرأة تخاف أن تدخل وتسير بسيارتها للشارع في وسط المتهورين؛ حيث بينت بسمة عليّ، سيدة أعمال، أنها تعلمت القيادة، وبدأت تقود بالشوارع لكن انصدمت بقيادة الرجل وتهوره، فقررت أن تحضر سائقاً، وأن تعود للمقعد الخلفي أفضل أن تدخل في مرحلة شد للأعصاب في الشارع؛ حيث وجدت أنه لا يوجد من يعطي إشارة للالتفات يميناً أو يساراً، كما أن الرجل يرى أنها لا داعي منها، وكذلك الانتقال من اليمين لليسار بصورة مفاجئة؛ مما يسبب حوادث بالطرق، والأكثر أنه يلتفت يساراً، وفجأة يغير رأيه، تعلّق: "يعود لليمين دون سابق تنبيه أو مسؤولية هذا بخلاف التجاوز غير الصحيح بالدوارات، فمتى ما التزم الرجال بالأنظمة عدت للقيادة".

فيما تأمل غادة محمد، مدربة قيادة، "أن السيدات اللاتي بدأن بالقيادة بالشارع، وطبقن الأنظمة الصحيحة أنهن سيجبرن الرجل على تغيير تفكيره، ويبدأ الوعي بأهمية النظام؛ لأن القيادة فن وثقافة ومسؤولية".

وكما يقول المثل "وشهد شاهد من أهله"؛ حيث أشار عبدالله القحطاني، مدير مدرسة، قائلاً: "بالفعل نحن الرجال قيادتنا تشعرك بالخوف، فلا تجد أي شخص يلتزم بالنظام إلا بنسبة 1% ونحن نؤكد للسيدات اللاتي بدأن بالقيادة أن ينتبهن، فالرجل لا يلتزم بالنظام إلا إذا فرضت عليه عقوبة أو غرامة كبيرة، أما في الشوارع التي لا يوجد فيها ساهر، فحدث بلا حرج، وتسير ويدك على قلبك من المخالفات التي لا تعد ولا تحصى، وتتمنى أن تصل سالماً فقط، بعكس قيادة المرأة لا تخاف منها، وهي تسير بالشارع؛ لأننا نعلم أنها لن تسقط عليك فجأة، أو تسوق بهمجية".

استقلالية

إلى ذلك بين لسيدتي الاستشاري النفسي والاجتماعي، وبقسم علم النفس بجامعة الملك خالد الدكتور أحمد الغامدي؛ حيث قال: "إن قيادة المرأة للسيارة حق من حقوقها، ومع الأسف كان ومازال هناك من المعارضين والمشككين الذين يشككون في قدرة المرأة السعودية، وأنه لا يمكن مساواتها بالنساء في دول أخرى: يتابع: "هناك أسباب في التزام المرأة بالأنظمة المرورية وأساسها ثقتها بنفسها، وأن الرجل يغار من قيادتها النظامية، ومع الوقت سيهزمون أمام المرأة خاصة عندما تستغني عنهم، وتستقل بشؤونها وشؤون أسرتها، ويكون لها دور أكثر فعالية وتأثيراً في المجتمع.

وقد رأى الرجال أن شعور المرأة بالهوية والانتماء ارتفع بعد قيادتها؛ لأنه يعتبر نوعاً من التحدي والإصرار من قبلها في إثبات قدرتها على القيادة، وسوف يكون لها تأثير إيجابي مميز في المجتمع والشارع، فالمرأة بطبعها نظامية وجدية.