المجتمع السعودي يتقبل الحوادث من الرجل لا يتقبلها من المرأة

أي حادث أو مقطع فيديو أو صورة لحادث أو اصطدام أو طلوع على الرصيف يتهم فيه فوراً المرأة
المجتمع السعودي يتقبل الحوادث من الرجل لايتقبلها من المراه

عند قياده السيارة في الطرقات من الطبيعي أن تحصل حوادث بين السيارات في حال تجاوز النظام أو السرعة الجنونية، لكن في المجتمع السعودي وبالأخص بعد بدء قياده المرأة أصبح يتقبل حوادث الرجل ويراها أمراً طبيعياً، لكن لا يتقبل أبداً حوادث المرأة، ويراها أمراً غريباً، وأن أي حادث أو مقطع فيديو أو صورة لحادث أو اصطدام أو طلوع على الرصيف يتهم فيه فوراً المرأة.

أثبتت الدراسات منذ سنوات أن السعودية حاصلة على مراكز مرتفع في الحوادث، وسببها الرجل. ففي عام 2013 حصلت على المركز الأول عالمياً في الحوادث وفي عام 2016 حصلت على المركز الثاني عربياً في الحوادث والوفيات.

فمعدل الوفيات يصل إلى 27.4 حالة لكل 100 ألف نسمة؛ حيث توفي 7661 شخصاً جراء الحوادث عام 2016.

أما في عام 2017 فأثبتت الدراسات أن أكثر من 460 ألف حادث سنوياً بمعدل حادث كل دقيقة، والإصابات أكثر من 30 ألفاً بمعدل 4 إصابات لكل ساعة، و70% من هذه الحوادث تقع خارج المدن و30% داخلها، وكان حجم الوفيات أكثر من 7 آلاف وفاة عام 2017 بمعدل 20 حالة وفاة يومياً، 30% من الفئة العمرية هم من 18 لـ30 عاماً.

هو السبب

هذا هو الرجل من يقود السيارة في تلك السنوات الماضية، فالمملكة تتصدر القوائم سنوياً فيما يتعلق بالحوادث والكوارث المرورية والسبب الرجل.

ومع ذلك منذ أن بدأت المرأة القيادة ورغم قلة الحوادث منها إلا أن أي حادث لامرأة يبدأ تهويله ويرونه أمراً عظيماً وخطيراً.

فقد أيدت ذلك سيدة الأعمال سهى الدخيل حيث قالت: "وأنا أسير بالشارع بعض من في السيارات تحاول أن تبعد عني، فعندما أتوقف عند إشارة أو أسير وأمامي سيارة أجدهم يبعدون ويغيرون مسارهم؛ تحسباً وخوفاً أن اصطدم به؛ حيث أصبح تفكير بعض أفراد المجتمع أن المرأة لا تعرف القيادة وتصطدم بكل شيء".

ثرثرات

أما المعلمة وسام حيدر فتقول: "وأنا ذاهبة إلى دوامي في الصباح، حصل عطل في الفرامل فلم تضغط معي، ولم تمسك نهائياً، فلم أستطع أن أوقف السيارة فكان أمامي جدار فاصطدمت به ولم يتضرر أحد غير سيارتي، وبعدها وجدت جميع من في الحي ليس لهم أي حديث سوى حادثي ويتكلمون مع زوجي حول الحادث، وكأن أمراً عظيماً أو مصيبة حصلت، رغم أنه قبل حادثي حصل اصطدام لسيارتين من رجال الحي، ولكنه أمر عادي، أما من امرأة فيرونه حدثاً مهماً ويرددونه، وكأن انفجاراً أو إرهاباً حصل وليس حادثاً طبيعياً".

خوف الرجال

من جهة أخرى بين موظف البنك عبدالعزيز عسيري أن الرجال أصبحوا يخافون من قيادة المرأة، ويرون أنها لا تعرف التحكم بالسيارة خاصة في المواقف المفاجئة، بحجه أنها حديثة عهد بالقيادة، يستدرك العسيري: "لكن هناك بعض الفتيات نرى أن قيادتها متمكنة بحكم قيادتها خارج المملكة بعكس المتدربة حديثاً".

ضحك واستهزاء!

بينت الاختصاصية النفسية والاجتماعية روابي محمد فبينت "أن أسباب خوف المجتمع من قيادة المرأة وحوادثها يعود للفترة التي سبقت بدء القيادة؛ حيث انتشرت مقاطع فيديو وصور كثيرة صحبها تعليقات وضحك واستهزاء بأن المرأة سوف تصطدم بكل شيء عند بدء قيادتها للسيارة، وتلك المقاطع أصبحت عالقة في الذهن ويستحضرونها عندما يرون سيارة تقودها امرأة؛ لذلك لابد من نشر التوعية وتحسين النظرة والفكرة بمقاطع جيدة تساعد وتخدم قيادة المرأة؛ حتى يثق المجتمع وتستحسن قيادة المرأة، فهي مسألة تحسين الثقافة وأن تتعاون جميع الجهات الحكومية والخاصة والإعلام وغيرها في ذلك، وإيقاف تداول أو تعليقات على مقاطع للحوادث واتهام المرأة؛ حتى تنتشر ثقافة القيادة الأفضل للمرأة".