التساؤل عن كمية الأميال الحقيقية لشحنة السيارات الكهربائية ذات الماركات الشهيرة العالمية لا تتوقف عند من امتلك هذه السيارات أوعند من يريد شرائها، فكثير من قائدي السيارات بعد اقتنائها شكك بالأرقام الحقيقية لها، وبالفعل هناك مبالغة من الشركات صانعيهذه السيارات الكهربائية، في تقديم مدى طويل للأميال لسياراتهم الكهربائية، لجذب زبائن لها أكثر من السيارات المنافسة، معتمدين على أن سبب الفرق هذا هو طريقة قيادة السائق، ودعسته على البنزين، وطبيعة الطرق التي يقود فيها لتجنب محاولات التشكيك بمدى أميال الشحنة الكهربائية للسيارة.
وكشف اختبار جديد تابع لرقابة المسافات الحقيقية في بريطانيا "إم بي جي"، لهذه السيارات الكهربائية، وجود فرق كبير بين ما يقال ويروج، وبين الحقيقة، وبلغ الفرق بين ما يروج والواقع "100" ميل، والمائة ميل الفرق اكتشفت في السيارات الكهربائية الفاخرة النخبوية، بينما كان الفرق أقل في الأميال، في السيارات الأكثر شعبية والأقل سعراً وألأكثر فعالية وانتشاراً في دول العالم، مثل: إي جولف، ونيسان ليف، وجاكوار آي باك.
وتم وضع قائمة بالأميال الحقيقية، وتكلفة كل شحنة كهربائية بفاتورة الكهرباء بالجنيه الإسترليني، لـ 12 موديل سيارة كهربائية فعالة ومنتشرة عالمياً عموماً، والمباعة في بريطانيا خصوصاً.
وجاءت القائمة صادمة، فبينما يعتقد الجميع أن موديلات سيارة "تيسلا" الفاخرة تعتلي القمة بكافة موديلاتها الرياضية الفارهة بقطعها مسافات أميال طويلة، اعتلت سيارة "هونداي كونا" المركز الأول بمدى "259 ميل" للشحنة الواحدة.
تلتها بالمركز الثاني سيارة "جاكوار آي باك" بمدى "253" ميل، واحتلت المركز الثالث سيارة " كيا إي نيرو" بمدى بلغ "253" ميل، وتساوت بذلك مع "جاكوار آي باك" الفاخرة، واحتلت سيارة "تيسلا" بموديل "إس 75 دي" المركز الرابع، بمدى أقل مما تروج له بلغ "204"،بفارق مائة ميل،لادعائها بإنها تسير "304" أميال بالشحنة الواحدة،وتذيلت القائمة بالمرتبة الـ 12 الأخيرة، سيارة "سمارت فور فور إي كيو" بمدى ضئيل جداً بلغ "57" ميل فقط.
وقد أجريت دراسة الأميال هذه على موديلات سيارات 2018 الحديثة المطروحة للبيع بالأسواق البريطانية.
وستقوم دائرة مراقبة قياس مسافات وأميال السيارات الكهربائية بتحديث هذه البيانات دورياً لتوعية المستهلكين الراغبين باقتناء وتحديث سياراتهم الكهربائية.
ولا يحتاج البريطانيون أصلاً لمسافات الأميال الطويلة أسبوعياً في حياتهم اليومية ،حيث يحتاجون "89" ميلاً للنزهات والاستجمام العائلية، وإلى "82" ميل فقط للتسوق، و"24" ميلاً لتوصيل الأطفال للمدرسة القريبة عادة من المنزل، و"70" ميلاً للتنقل .
لهذا يجب على أي مستهلك يفكر بشراء سيارة كهربائية، أن يحسب جيداً عدد الأميال التي يحتاجها يومياً، وعلى أساسها يختار السيارة الأكثر ملائمة وفعالية ،لتأمين هذه الأميال له عند حاجته إليها حتى لا تتوقف سيارته فجأة في منتصف الطريق، وترهقه بالبحث عن مكان شحن مناسب لسيارته في حال عدم وجود محطة شحن تجارية في منطقته.
وهذا يتطلب أن يختار قائد السيارة الكهربائية إذا أراد توفير المال، اختيار مواقع رحلات وتسوق ومدارس قريبة إلى منزله، وإن فعل هذا فإنه سيشعر براحة أكبر مع سيارته الكهربائية، ويشعر بفائدتها الكبيرة في حياته له ولأفراد عائلته.
والموديلات الحديثة تقدم للمستهلك أميال أكبر وأطول من الموديلات القديمة، وأصبحت منافسة قوية في الأسواق العالمية لسيارات البنزين.
