السيارات الكهربائية تتحدى مشكلة نفاد البطارية خلال السير

السيارات الكهربائية تتحدى مشكلة نفاذ البطارية خلال السير
البطارية من أهم مكونات السيارات الكهربائية
يمتاز الجيل الجديد من السيارات ذات المحركات الكهربائية بانخفاض تكاليف الصيانة

بعد أن ازدادت حصة السيارات الكهربائية في سوق السيارات العالمي، وبدأ الإقبال عليها يتصاعد في أوروبا وأميركا والعالم العربي، طمحت شركات السيارات الكهربائية إلى حصة أكبر، ولن يتحقق لها ما تريد مادامت مشكلة نفاذ بطاريتها خلال السير، وعدم قدرتها على السير للمدن ذات المسافات البعيدة تمنع تفكير البعض من اقتنائها، ويفضل عليها سيارات "الهايبرد" و"البنزين" خاصةً في أميركا وأوروبا.

الحل

المشكلة التي باتت أكثر وضوحاً هي النقص في البنية التحتية لشحن البطارية، والتي تتفاقم يوماً بعد يوم مع ظهور موديلات جديدة.

وتعتبر البطارية من أهم مكونات السيارات الكهربائية؛ إذ يرتبط عمر هذه المركبات بمدى تحمل واستمرارية البطارية، ويقول بعض الخبراء إن الشركات ينبغي أن تعطي ضماناً على البطارية، يصل إلى نحو 150 ألف كلم؛ كي لا تنشأ تكاليف جديدة بسبب تغييرها، خاصةً وأن سعر بطارية السيارة الكهربائية مرتفع نسبياً لبعض المستهلكين.

ولحل هذه المشكلة أطلقت الشركات العالمية، مبادرات لتبديد المخاوف من مدى السير الضعيف للسيارات الكهربائية، بتوفير العديد من محطات الشحن والبنى التحتية اللازمة لها.

وقد أثرت تسلا موديل "3"، وأودي "ترون"، وجاغوار "أي بيس"، ومرسيدس "إي كيو سي"، هذا الاتجاه لتتحول السيارة الكهربائية من مجرد موديلات فردية إلى إنتاج قياسي.

ويتوقع هانز جورج مارميت من الهيئة الألمانية للفحص الفني، زيادة أعداد السيارات الكهربائية سواء كان ذلك عاجلاً أم آجلا، في ظل انخفاض أسعارها، وتطوير البطاريات لتصبح سعتها مناسبة للاستخدامات اليومية؛ لكن تبقى مشكلة البنية التحتية للشحن، والتي ستتفاقم مع زيادة هذه الموديلات في السنوات المقبلة.

محطات شحن مجاني

أوضح مارميت أنه من دون بنية تحتية مناسبة للشحن، فلن يتم تحقيق هذا الإنجاز، ويجب إنشاء عدد كاف من محطات الشحن بقدرات عالية كشرط أساسي للنجاح المستدام للسيارات الكهربائية.

وأوضح فرديناند دودينهوفر الخبير الإقتصادي في مجال السيارات، أن الفضل العائد للرئيس التنفيذي ومؤسس شركة تسلا: إيلون ماسك، قد لا يتمثل في إدخال السيارة الكهربائية فحسب، وإنما أحد أسباب النجاح بكل تأكيد أيضاً وجود "معزز الشحن المجاني"، والذي أزال معه الخوف لدى العملاء من فجوات الإمداد خلال السير لمسافات طويلة.

ومن الواضح أن الأبطال الجدد للثورة الكهربائية قد أدركوا ذلك من خلال إطلاق مبادرات لبناء وتوسيع الشبكات في الكثير من البلدان.

ويعمل أغلب المصنعين حالياً تحت اسم "لونيتي"، والتي انضمت إليها شركات "بي إم دبليو" و"دايملر" و"فورد" و"أودي" و"بورشه"، وذلك بهدف توفير محطات شحن عالية الأداء، لإعادة شحن السيارة الكهربائية المجهزة بشكل مناسب بنسبة 80% بالمئة من سعة البطارية خلال 15 دقيقة في أفضل الظروف.

وعلى الدرب نفسه تفكر شركة "آليجو" و"فورتوم" في إنشاء العديد من محطات الشحن تحت مشروع يسمى "ميغا- آي"، وتدمج هذه المحطات العديد من حلول الشحن لخدمة مختلف المتطلبات وسرعات الشحن، وذلك في ظل الإيمان بالبنية التحتية المفتوحة.

ويرى أندرياس راديكس من مكتب الاستشارات الإستراتيجية بيليلس في ميونيخ أن هذا يمثل نهجاً ناجحاً؛ لأنه لا يمكن تحقيق الانتشار للسيارات الكهربائية؛ اعتماداً فقط على الكثير من محطات الشحن والسعات الأكبر، ولكن من خلال زيادة سهولة الاستخدام، ويبدأ ذلك من الموقع المركزي لمحطات الشحن، وسهولة الوصول إليها في وسط المدينة، وينتهي بأنظمة الدفع حسب ما نشرته وسائل الإعلام الألمانية والغربية من بينها صحيفة "العرب" اللندنية.

ويتوقع الخبير الألماني نموذجاً من ثلاث مراحل لمحطات الشحن، منها محطات شحن فائقة القدرة على غرار محطات التزود بالوقود، إلى جانب شبكة أكبر من خيارات الشحن مع ما يصل إلى 50 كيلو واط في الأماكن المخصصة لذلك، والأماكن العامة بالإضافة إلى شواحن جدارية، والبوكس، تصل إلى 22 كيلو واط، بالمنازل وأماكن العمل.

ويمتاز الجيل الجديد من السيارات ذات المحركات الكهربائية بانخفاض تكاليف الصيانة، وذلك لاستغنائها عن تغيير الزيت على سبيل المثال.

ولم تشهد السيارات الكهربائية حضوراً قوياً على الطرقات حتى الآن، رغم أن السباق على أشده بين الشركات خاصة بعد أن أزاحت مرسيدس مؤخراً عن نموذج جديد من طراز "آي.كيو.سي" خلال مؤتمر لمصنعي السيارات في العاصمة السويدية ستوكهولم، يتوقع أن ينافس موديلات تسلا الكهربائية.

كما أظهرت شركة بايتون الصينية الناشئة تحدياً خاصاً حينما كشفت خلال معرض لاس فيغاس للإلكترونيات في شهر يناير الماضي عن سيارة كهربائية هي الأذكى في العالم، ويقول المختصون إن إعلان الشركة يشعل المنافسة أكثر مع باقي الشركات التي لها باع طويل في عالم صناعة السيارات.