العارضات أجمل من السيارات!

معرض شنغهاي للسيارات
بدأ معرض شنغهاي للمرة الأولى في عام 1985
تعاني صناعة السيارات من سيطرة الفكر الرجالي عليها
أجدد السيارات الصينية 2019
أجدد السيارات الصينية 2019
أجدد السيارات الصينية 2019
أجدد السيارات الصينية 2019

تحولت الأنظار من المعارض الأميركية والأوروبية إلى معرض شنغهاي للسيارات، الذي يعد بحق الآن من أكبر وأهم معارض العالم، فهو بوابة أكبر سوق للسيارات في العالم، حيث تعتبر الصين الآن أكبر سوق للسيارات في العالم، حيث يستوعب سنوياً نحو 15.4 مليون سيارة، ويتفوق على السوق الأميركي منذ عام 2009. وهو أيضاً سوق مستمر في النمو، وإن كانت نسبة النمو هذا العام سوف تنخفض إلى خمسة في المائة فقط.

معظم شركات السيارات تنظر إلى السوق الصيني وكأنه المنقذ الوحيد لصناعة لا تعرف النمو في معظم أنحاء العالم، خصوصاً في أوروبا بعد سنوات الكساد الطويلة. ومن بين حوالي 1200 سيارة جديدة عرضت للمرة الأولى في المعرض هذا العام، لفتت الأنظار العشرات من الشركات الصينية التي عرضت نماذج من السيارات لم يسمع أحد عن أسمائها من قبل.

حيلة قديمة

ولمواجهة المنافسة العاتية من شركات السيارات العالمية، وأيضاً للمحافظة على حصتها من السوق المحلي، لجأت الشركات الصينية إلى الحيلة القديمة، التي طالما استخدمتها شركات السيارات، وهي تقديم سياراتها من خلف عارضات حسناوات يلفتن أنظار المصورين والحضور على السواء.
وكانت هذه الظاهرة قد بدأت على نطاق محدود في الأعوام الماضية، وتسبب استخدام أطفال وبنات في معارض سابقة في اعتراضات من الجمهور، الأمر الذي أنهى هذه الظاهرة بلا رجعة. وتعتمد الشركات على العارضات لأسباب واقعية؛ هي جذب أنظار الزوار من الرجال، ويصل زوار معرض شنغهاي سنوياً إلى نحو 800 ألف زائر، الأغلبية من بينهم رجال يبحثون عن سيارات جديدة.
وتبذل الشركات الصينية كل جهدها لإيجاد مداخل جديدة في سوق مزدحم، إلى درجة أن شركة اسمها «زونغ زينغ»، تصنع شاحنات، عرضت شاحنة عليها قاعدة مدفع مثبتة للاستخدام في الحروب الأهلية في دول الربيع العربي! وتقول الشركة إن شاحنتها توفر على المشتري لحام قاعدة السلاح الذي يريده على الشاحنة، وتسلمها جاهزة للاستخدام في أي موقع يريده.

أهمية المعرض الصيني 

وبدأ معرض شنغهاي للمرة الأولى في عام 1985، وهو يقام مرة كل عامين في السنوات الفردية بالتبادل مع معرض بكين للسيارات. وانتقل منذ عام 2001 إلى مقر جديد أكثر اتساعاً اسمه «مركز معرض شنغهاي الدولي الجديد». 
وعلّق أحد الإعلاميين المترددين دائماً على معرض شنغهاي أنه منذ خمس سنوات فقط لم يكن أحد يعترف بأهمية هذا المعرض، ولكن السوق الصيني من الأهمية الآن بحيث يوجد فيه أكثر من معرض سنوي. والعديد من الشركات الغربية تفقد فرص النمو تماماً من دون مساهمة السوق الصيني. وتزداد أهمية المعرض أكثر في القطاع الفاخر الذي يفضله الصينيون الأثرياء، والذين يفوق عددهم مليون ثري في الوقت الحاضر.

شركات شعبية

أما القطاع الشعبي فهو المجال الذي تتنافس فيه الشركات الصينية التي تحمل أسماء مثل: بريليانس، تشيري، بايض، دونغ فينغ، وغريت وول. وهي وإن كانت مشهورة في السوق الصيني المحلي إلا أنها غير معروفة عالمياً. وكان الأمر الملحوظ هذا العام هو تعدد نماذج السيارات من هذه الشركات واشتراكها جميعاً، دون الشركات الغربية، في استخدام العارضات الأنيقات في المعارض. وكان الاستنتاج الواضح من العديد من الزوار هو أن العارضات في معرض شنغهاي هذا العام كن أكثر جاذبية وجمالاً من السيارات اللاتي يسقنها.
ويمكن القول إن التطور الكبير الذي حدث في هذا المجال هو عدم ظهور عارضات بالبكيني، مثلما كان الحال في معارض صينية سابقة، وفي معارض أميركا في الخمسينيات. وبدا التغيّر أميركياً نحو الاستغناء تماماً عن العارضات تحت وطأة الانتقاد النسائي، والتهديد بعدم شراء السيارات، بحيث يمثل العنصر النسائي أحياناً أكثر من نصف المشترين من شركات السيارات.
والزائر لمعرض شنغهاي هذا العام يكتشف أن الشركات الصينية تلجأ أحياناً إلى عارضات أجنبيات، حيث الملامح الشقراء والإسبانية التي تبتعد عن الملامح الصينية التقليدية. كما يلاحظ أن مدراء الأجنحة الصينية من الرجال فخورون جداً بالإنجاز، وكان استخدام النساء لبيع المنتجات الاستهلاكية هو اكتشاف صيني. وعلى عكس المعارض الأميركية والأوروبية لا يوجد عارض واحد من الرجال في كافة الأجنحة، صينية أو غير صينية.

الفكر الرجالي

وتعاني صناعة السيارات من سيطرة الفكر الرجالي عليها، إلى درجة أن باحثة من شركة «إدموندز دوت كوم» لاحظت لدى دعوتها لحضور مناسبة نظمتها إحدى شركات السيارات، أنها كانت السيدة الوحيدة في قاعة بها أكثر من 75 رجلاً من إدارة الشركة.
كذلك تعاني الصناعة من عدم الإقبال على منتجاتها؛ لأسباب متعددة، ولذلك تلجأ إلى العارضات؛ من أجل لفت الأنظار. وتلاحظ أوساط الصناعة أن عمر السيارة المتوسط في السوق الأميركي لا يقل عن عشر سنوات ومثلها في أوروبا. أما الجيل الجديد فهو يهتم بأجهزة أبل أكثر مما يهتم بالسيارات، كما أن المناخ الاقتصادي الحالي لا يشجع على الإنفاق الاستهلاكي.

عارضات خطفن الأضواء

وربما كان الاستغراق في استخدام العارضات في معرض شنغهاي هو تدني الأجور نسبياً في الصين عنها في الغرب، حيث يتكلف استخدام عارضة من الطراز الأول في معرض غربي رئيس نحو 1500 دولار في اليوم الواحد. كما أن المطلوب من العارضة الأوروبية أحياناً هو بعض التفاعل مع الجمهور؛ من حيث الإجابات السريعة عن الاستفسارات، والردود الدبلوماسية على المعاكسات. ولكن في الصين لا يوجد مثل هذا التفاعل بين الجمهور الصيني والعارضات الأجنبيات؛ بسبب عائق اللغة. أما العارضات الصينيات فيتجنبن الحديث بالمرة مع الجمهور.
العارضات أنفسهن لا يمانعن في هذا العمل، ويأملن في الانطلاق إلى خطوات أكثر طموحاً، مثل الظهور التلفزيوني. وفي شنغهاي كانت العارضات بالتأكيد أجمل من السيارات الصينية، وتركزت الأضواء عليهن أكثر من السيارات الصينية.