"الانسحاب العظيم" الذي كاد أن يقضي على "فيراري" بحقبة الستينيات

عملاق السيارات الإيطالية
سيارة فيراري
إينزو فيراري
إينزو فيراري في شبابه
إينزو وزوجته لورا جاريلو
الديكتاتور الصامد
إينزو يقود إحدة سيارات فيراري القديمة

أجل هي قصة من التاريخ، لكنها بكل تأكيد صنعت حاضر ومستقبل أحد أهم صانعي سيارات الـ"سوبر كار" في العالم، شركة "فيراري" الإيطالية، هذه الحادثة تُسمى "الانسحاب العظيم"، التي كادت أن تقضي على هذه الشركة العملاقة في عالم السيارات وتوقفها إلى الإبد، حيث يصفها البعض بأنها تمرد تقليدي لأفضل مهندسي "فيراري"، لكنّ هذا التمرد لم يكن ليسبب "الانسحاب العظيم" لولا أسلوب "إينزو فيراري" في إدارة الشركة.

واختارت لكم "السائقة الأولى"، نقلاً عن موقع "المربع.نت"، هذه القصة التي تعتبر أبرز محطات عملاق المحركات الإيطالي، والتي تذكر أن "إينزو فيراري"، مؤسس فريق "فيراري" لسباق السيارات، والذي أصبح مالك العلامة التجارية فيما بعد، كان يمتلك شخصية صارمة للغاية، والتي كان لها التأثير الأكبر في حسمه لسباقات السيارات، وتجسدت في صورة هذا "الرئيس الديكتاتوري" للشركة عندما أصبح مالكاً لها.

ومن الممكن إيجاز حادثة "الانسحاب العظيم"، بأن إينزو فيراري كان يقوم بالاستغناء وطرد العديد من الموظفين والشركاء والمهندسين والمصممين البارعين، الذين عبروا عن اعتراضهم لسياسته في إدارة العلامة التجارية الأشهر عالمياً، لكن ما زاد توتر علاقة "إينزو" بالموظفين كانت زوجته "لورا جاريلو"، التي كان لها تأثير كبير على إدراة الشركة، لم يرضَ عنه العديد من كبار الشركاء فيها.

هذا التأثير لـ"لورا" لم يرضَ عنه تحديداً "جيرولامو جارديني" الذي كان مدير المبيعات في الشركة حينها، وكان يهدد "إينزو" بأنه إما أن يُخرِج "لورا" من الإدارة وصنع القرار، أو أنه سيقدم استقالته على الفور، ولأن "إينزو فيراري" صاحب شخصية صلبة ولا يسمح لأحد بأن يتدخل في صنع القرار، أو أن يضعه تحت الأمر الواقع بتهديد كهذا.. قام بطرد "جارديني" من الشركة.

 

خبر طرد "جارديني"، وصل إلى عدد من أهم المسؤولين في الشركة، الذين كان لهم دورهم الكبير في تأسيس العملاق الإيطالي ونجاحه، وعلى رأسهم "جيوتو بيزاريني" مدير تطوير السيارات الرياضية، "كارلو شيتي" رئيس المهندسين و"رومولو تافوني" مدير الفريق "سكودريا فيراري"، بالإضافة إلى خمسة مسؤولين آخرين، قاموا جميعاً بمغادرة صانعة السيارات الإيطالية الشهيرة خلال العام 1961، وهذا هو بالتحديد ما يعرف بـ"الانسحاب العظيم".

 

حادثة "الانسحاب العظيم"، لم تكن وحدها ما كاد يوقف عمل صانعة السيارات الإيطالية الشهيرة، حيث تزامنت مع عدد من "الكوارث" التي ضربت "فيراري"، أهمها مقتل نخبة من أهم سائقي الفريق في مسارات السباق، من بينهن "أوجينيو كاستيلوتي" في حلبة "مودينا أوتودرومو" خلال العام 1957، وبعده بأقل من شهر "فون دي بورتاجو" في آخر سباقات "ميل ميغليا" وأكثرها دموية، ثم مقتل "لويجي موسو" العام الذي يليه في سباق "فرنسا جراند بريكس" في رانس، ثم "بيتر كولينز" بعده بأسابيع في حلبة "نوربورغرينغ" التي أسماها البعض "الجحيم الأخضر". وانتشرت في تلك الأعوام الأخبار في كل وسائل الإعلام الإيطالية، أن "فيراري" في مهب الريح وأنها توشك على الإقفال، وأنها "مبنية على أشخاص ميتين".

 

العملاق الجريح لا يزال صامداً..

   

يخبر العديد من الخبراء الذين عاصروا تلك الفترة ووثقوها، بأن "الانسحاب العظيم" وما كانت تمر به الشركة الإيطالية، كان قد شجع "فيروتشيو لامبورجيني" أن يبدأ شركة سيارات رياضية منافسة. كذلك خسارتها أمام "فورد" في "لومان" من العام 1966 وحتى العام 1969، وذلك كان كفيلاً لإجبار "اينزو فيراري" على إغلاق الشركة نهائياً.

 

ولكن وعلى الرغم من كل هذه الظروف، ومن كل هؤلاء الضحايا الذين لقوا حتفهم في فريق "سكودريا فيراري" خلال تلك السنوات، إلا أن ذلك لم يمنع فريق العملاق الإيطالي الجريح من الفوز ببطولة العالم للسائقين وكأس العالم لسباق الـ"فورميلا 1" خلال العام 1961، وكان ذلك بفضل السائق "فيل هيل". ولحسن الحظ لم تنجح أي من أحداث ستينيات القرن الماضي البائسة في وضع حد لحياة "فيراري" التي عادت في صورة أقوى، وأكثر تطوراً في العقود المتعاقبة، لكنها كانت عرضة إلى ذلك، وهو ما يشرح أهمية الموظفين في الشركات.