قادها والنيران تشتعل فيها مواطن بحريني يقود سيارة محترقة لحماية منزل جاره

السيارة تحترق
أطفاء الحريق

 في حادثة لن تنساها المنامة، وكان البطل شاباً بحرينياً في الأربعينيات من العمر، كاد أن يفقد حياته بسبب شهامته، وخوفه الكبير على جاره، ومحاولته اليائسة لإنقاذ سيارة جاره، والتي كانت ستكلفه حياته، ومن دون أن يعرف أحد من عائلته بتلك النهاية المأساوية.

 وكان البحريني الشاب، يعرف أن جيرانه مسافرون خارج البحرين، وقد تركوا سيارتهم في الكراج الخارجي لمنزلهم، وقد تركوا الخادمة الآسيوية بالبيت عند سفرهم، وأوصوا الجيران بمساعدتها لو احتاجت إلى أي مساعدة منهم، وكان الجار يشاهد "الخادمة" كل يوم وهي تنظف السيارة في داخل الكراج، فيمر ليسأل عن جيرانه ويطمئن عليهم، ثم يسألها إذا كانت بحاجة لأي مساعدة من أسرته، والتي كانت أيضاً تتواصل معها.

وفي يوم الحادث، خرج كعادته إلى عمله، ولكنه لمح أن دخاناً يخرج من كراج جاره، فترك سيارته واتجه إلى مكان الدخان، ليجد أن هناك ناراً ولهباً تخرج من ناحية "ماكنة السيارة"، فركض إلى الشارع وطلب ممن صادفهم سرعة الاتصال بالمطافئ والشرطة والإسعاف؛ لأنه خاف أن يكون هناك شخص داخل السيارة.

واتجه فوراً صوب الكراج ليخرج السيارة من الكراج، وهو يصرخ بأعلى صوته على المارة بالابتعاد عن طريق السيارة؛ لأنها تحترق وخصوصاً أن "مرآب" السيارة كان يحتوي على توصيلات كهربائية، وبعض الأجهزة الكهربائية المنزلية، وبعض المواد السريعة الاشتعال، وهو الخطأ الذي ترتكبه العديد من الأسر الخليجية، في وضع مواد سريعة الاشتعال داخل الكراجات المخصصة لوقوف السيارات.

واستطاع وبعد جهد إخراج مركبتهم المحترقة من مرآب منزلهم إلى إحدى الساحات المفتوحة ومن دون أن يتعرض لأي أذى.

وجاء في تفاصيل الحريق التي رواها للناس التي تجمهرت لمشاهدة الحادثة، أنه شاهد دخان الحريق في منزل جاره، وذهب مسرعاً للكراج، وتمكن من إخراج المركبة، مؤكداً أنه ولحسن الحظ أن البيت تقابله ساحة خارجية، وبفضل الله استطاع إنقاذ منزل جاره من حريق هائل.

ويقول إن الأمانة والوصية التي أوصاني بها جاري، وهو مسافر منذ أيام، فلقد أمنني على منزله في غيابه، والحمد لله قدر الله وما شاء فعل، وتمكنت من تحجيم الخسائر المادية واقتصارها على المركبة فقط، والتي احترقت بالكامل.

غرفة العمليات والمراقبة بوزارة الداخلية بالمنامة وفور تلقيها بلاغاً يفيد بنشوب حريق بإحدى المركبات، انتقلت مع عدة آليات عسكرية مدعومة بعدد من رجال الإطفاء، والذين تمكنوا فور وصولهم من محاصرة الحريق، ومنع امتداده لباقي أرجاء المكان.