أطفال يخجلون من أمهاتهم وهن يقدْن السيارة ويوصلنهم للمدرسة

المرأة السعودية هي من تقوم بإيصال أبنائها للمدرسة وتعود بهم.
الطفل عندما توصله والدته أو أخته للمدرسة يخجل أن يراه أصحابه
البنت فتفتخر أمام زميلاتها بأن والدتها توصلها بسيارتها
رغم أن قرار قياده المرأة تقبله المجتمع السعودي إلا أن بعض الأطفال لم يتقبلوه

استغنت معظم الأسر السعودية عن السائق الأجنبي لإيصال أفراد العائلة للمدارس والعمل وغيرها، وبدأت المرأة السعودية هي من تقوم بإيصال أبنائها للمدرسة وتعود بهم.

ولكن مازال المجتمع السعودي غير متعود على أن امرأة تقود سيارة، ويعتبرونه أمراً جديداً عليهم، وهو يأخذ فترة من الوقت؛ حتى يتعود المجتمع على ذلك ويصبح أمراً طبيعياً.

 

أطفال يخجلون من توصيل امرأة لهم

رغم أن قرار قياده المرأة تقبله المجتمع السعودي إلا أن بعض الأطفال لم يتقبلوه، فأصبح الطفل عندما توصله والدته أو أخته للمدرسة يخجل أن يراه أصحابه أنه ينزل من سيارة وفيها امرأة تقود.

   

حيث تقول سمية إبراهيم، موظفة، : "إنني أوصل ابني لمدرسته ولكن عندما اقترب من المدرسة يرفض أن أنزله أمام باب المدرسة، فيطلب مني أن أنزله في أول الشارع وهو يذهب سيراً على الأقدام للمدرسة، وهذا الأمر حصل بعد أسبوع من توصيلي له للمدرسة؛ حيث يخجل أن يراني أحد معه؛ حيث أخبرني بأنهم يضحكون عليه".

فيما أكدت ذلك منى خالد فقالت: "إن لدي ولداً وبنتاً في سن المدرسة، الولد لا يرغب أن أوصله المدرسة؛ حيث إن الأولاد وأصحابه يستهزئون به عندما يرونني أوصله المدرسة مستهزئين بأن امرأة توصله، أما البنت فتفتخر أمام زميلاتها بأن والدتها توصلها بسيارتها.

ويومياً معاناة مع ابني حول ذلك حتى اتفقنا على أن لا أقف عند باب المدرسة لإيصاله أو لأخذه، بل أقف بعيداً وهو يذهب بنفسه حتى لا يراه أحد، مضيفة أن مشكلة العادات والتقاليد أثرت حتى في الأطفال والمراهقين، ولكنني متأكدة أنه كلها سنة واحدة، ويصبح الأمر طبيعياً ويتعود الجميع على منظر امرأة تقود في شوارع السعودية وتنتهي هذه النظرة".

قيادة المرأة للسيارة أمر مفروغ منه ويجب تقبله

بحثت "السائقة الأولى" مع اختصاصي اجتماعي ونفسي عن سبب ذلك الفعل من الأطفال حول قياده المرأة وتوصيلهم، فبين الاختصاصي خالد آل سليم فقال: "في العام المنصرم سمح للنساء بقيادة السيارات، وكانت ردة الفعل عند الكل مختلفة بين مؤيد ومخالف ومتحفظ، وبما أننا نعيش في مجتمع تغلب عليه العادات والتقاليد ومجتمع لا يتقبل الجديد إلا بعد فترة.

لذلك كانت ردة العفل تجاه موافقة الكثير من الرجال والنساء أنفسهم حول القيادة وسط توفر وسائل النقل والسائقين وبرامج النقل مثل أوبر وكريم.

فقد قادت بعض النساء السيارات على استحياء ومضض، والغالب منهن لديها ظروف قاهرة تجبرها على القيادة والقيام بأعمالها اليومية بشكل مباشر لعدم وجود ولي أمر يقوم بالمهمة لأي سبب كان.

لاسيما إذا كانت هي مسؤولة عن الأسرة من أبناء وبنات، ولأن هذا الحدث جديد على مجتمعنا ولازال متأرجحاً بين قبول وعدم قبول، فإن بعض الأبناء قد يخجل من أصدقائه عندما توصله أمه أو أخته إلى مدرسته؛ لأنه قد يجد بعض السخرية من أقرانه مما قد يكسر فيه هيبة الرجل لاسيما الأبناء المراهقون، وأكثر ما يثير ذلك وسائل التواصل الاجتماعي لما يجده في بعض المجموعات من سخرية أقرانه وتصويرهم له.

لأن الأمر لم يُستَسَغْ بشكل كامل ويتطلب ذلك المزيد من الوقت؛ حتى يصبح شيئاً مألوفاً للمجتمع.

لذلك يجب على الأمهات أو الأخوات من الذين يقدْنَ السيارات ويوصلن أبنائهن أو إخوانهم للمدارس إفهام هؤلاء الأولاد أنه حق مشروع لا يتنافى مع الشرع ولا العادات والتقاليد.

وغرس فكرة أنه حق مشروع لاسيما بعض الأسر التي لا ولي أمر لها أو أسر فقيرة لا تستطيع تأمين سائق.

وعند إيصال الأبناء للمدارس والوقوف بعيداً هي تعتبر مراعاة مشاعر؛ لأنها مسألة وقت، وستصبح فكرة سائدة ومستساغة بعد أن نرى الكثير من الأمهات والأخوات يوصلن أبناءهن وإخوانهن للمدارس في الأيام والسنوات القادمة.

ومثل هذه الأمور أصبح شيئاً مفروغاً منه، ويجب علينا تقبل الفكرة سواء رضينا بتطبيقها أم لم نرضَ؛ فنحن مجتمعات شرقيه، نسبة الرضا لدينا من أي أمر جديد متدنية، ومتذبذبة ولكن ما يلبث إلا أن يصبح شيئاً عادياً بعد فترة من الزمن".