من هي المرأة التي حولت مسار لاودا أسطورة فورمولا-1؟

نيكي لاودا
بطل العالم ثلاث مرات وأحد أبرز رموز سباقات سيارات فورمولا-1 طوال خمسة عقود
خضع لعملية زرع رئة العام الماضي
بطل العالم يعاني الكثير من المشاكل الصحية إثر تعرضه لحادث خطير عام 1976 في مضمار السباق الألماني بمدينة نوربورغرينغ

المرأة التي غيرت مسار حياة الراحل نيكي لاودا أسطورة فورمولا-1 الذي قضى منذ عدة أيام، هي كانت جدته حيث مكر عليها لاودا وكذب للحصول على المال لشراء أول سيارة سباقات له، قائلاً إنه في حاجة إليها لشراء العقارات، وفقاً لكتاب شارك في تأليفه حول مجمل أعماله، وهذه السيارة هي كانت نقطة انطلاقه لسباقات السيارات التي كان يعشقها.

كما أنه زيف شهادة المدرسة الثانوية من أجل الحصول على موافقة الوالدين لبدء مسيرته في سباقات السيارات.

وفي السنوات اللاحقة، أصبح لاودا مستشارًا لفريق سباق فيراري، قبل أن يصبح رئيسًا غير تنفيذي لفريق مرسيدس في عام 2012.

منذ ذلك الحين، سيطرت مرسيدس على عصر السيارات الهجينة بثلاثة ألقاب عالمية للسائقين من خلال البريطاني لويس هاميلتون والسائق الألماني المعتزل نيكو روزبرج إلى جانب أربع بطولات في فئة الصانعين.

لم يعرف نيكي لاودا الاستسلام أبداً، فرغم تعرضه لحادث سيارة مأساوي تسبب في تشويهه طوال حياته، فإنه واصل الفوز بالسباقات، كما أنه كان شاهداً على حادث مأساوي لتحطم طائرة ركاب خلال فترة استثماره في مجال الطيران.

وفارق لاودا، بطل العالم ثلاث مرات وأحد أبرز رموز سباقات سيارات فورمولا-1 طوال خمسة عقود، الحياة عن عمر يناهز 70 عاماً بعد أقل من عام على خضوعه لعملية زرع رئة.

وخضع لعملية زرع رئة العام الماضي، ونقل إلى المستشفى جراء إصابته بالإنفلونزا في يناير، علماً بأنه أيضاً خضع مرتين لعملية زرع الكلى.

وبدأ بطل العالم يعاني الكثير من المشاكل الصحية إثر تعرضه لحادث خطير عام 1976 في مضمار السباق الألماني بمدينة نوربورغرينغ، حيث لم يصب السائق النمساوي بحروق خطيرة فحسب بل أثر الحادث كذلك على رئتيه، كما اضطر في وقت لاحق أن يخضع لعملية زرع كلى.

وقام لاودا بقطع إجازته التي كان يقضيها الصيف الماضي في المنطقة الشمالية في إيبيزا وسافر إلى العاصمة النمساوية لتلقي العلاج، إلا أن وضعه الصحي تدهور بشكل كبير نتيجة التهاب الحويصلات الهوائية مما اضطره لإجراء عملية زرع رئة على وجه السرعة. وقال لاودا بعد الحادث المأساوي الذي تعرض له: "أثر الحادث كان في منتهى الصعوبة، بعد أن انفصلت الخوذة عن رأسي".

واحتاج فريقه فيراري إلى 55 ثانية فقط لإخراج لاودا من السيارة بعد الحادث، وبعد نقله إلى المستشفى تمت الاستعانة بكاهن لعمل الطقوس الأخيرة تحسباً لوفاته، في ضوء الحروق الخطيرة والإصابة البالغة في الرئة.

ولكن لاودا قال بعد أربعة عقود من الحادث :"لم أرغب في الموت، أردت الحياة".

ولكن السائق النمساوي لم يكتف فقط بالحياة، لكن استمر في القتال، فبعد 42 يوماً فقط من الحادث عاد لاودا مجدداً إلى المضمار وحل رابعاً في سباق جائزة إيطاليا الكبرى في مونزا، وجاء ثانياً في الترتيب العام لفئة السائقين في ذلك الموسم من بطولة العالم لفورمولا-1 خلف البريطاني جيمس هانت.

وأشار لاودا حينذاك إلى أن "العودة سريعاً كانت جزءاً من إستراتيجيتي بدلاً من الجلوس في المنزل والتفكير في سبب حدوث ذلك معي."

وبعد فوزه بلقب بطولة العالم للمرة الأولى في 1975، فاز لاودا باللقب مرتين في 1977 و1984 .

أنهى لاودا مسيرته في أعلى فئة من سباقات السيارات عام 1985، وقبل ذلك بستة أعوام قام بتأسيس شركة خطوط طيران خاصة به وأطلق عليها لاودا إير (خطوط طيران لاودا)، كما أسس وفي عام 2003 شركة طيران أخرى لكنه باعها لخطوط طيران "إير برلين" في 2011، قبل أن يستعيدها في 2018 ويغير اسمها إلى "لاودا موشن" لكنه باعها إلى شركة "ريان إير" الإيرلندية سريعاً.