لا شيء في العالم يمكنه إيقاف فتاة طموحة عن التحليق في السماء، أو الغوص في أعماق البحار بحثاً عن مصدر رزقها، مهما كانت صعوبة العمل، ومهما كان طريق النجاح وعراً أمامها.
"وردة"، فتاةٌ سعودية طموحة، استغلت قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة بالعمل سائقة لدى "كريم"، لتصبح السائقة الوحيدة العاملة مع "التطبيق" في الأحساء، التقيناها في "السائقة الأولى"، فكشفت لنا عن خفايا كثيرة حول عملها:
1- بدايةً، حدِّثينا عن نفسك؟
اسمي وردة، عمري 25 عاماً، حاصلة على بكالوريوس علوم.
2- متى حصلتِ على الرخصة، ومن أين؟
حصلت عليها في 18 أكتوبر الماضي من مدرسة تبوك لتعليم قيادة المركبات.
3- لماذا أصبحتِ سائقةً على الرغم من أنك فتاة جامعية؟
بعد حصولي على الشهادة الجامعية لم أتمكَّن من إيجاد وظيفة، أحصل من خلالها على رزقي، وبطبعي لا أقبل أن أكون عاطلة عن العمل لذا قررت العمل في مجال السواقة.
4- صفي لنا مشاعر البنات عند ركوبهن معك لإيصالهن إلى وجهتهن؟
كل البنات اللاتي يركبن معي يفرحن كثيراً برؤيتي، منهن مَن تبتسم لي، أو تضحك، أو تصرخ، ومنهن مَن تعبِّر عن فرحتها بعبارات تشجيعية وترحيبية.
5- هل هناك أشخاص يرفضون الركوب عندما يعرفون أن السائق "أنثى"؟
واجهت هذا الموقف مرة واحدة، حيث ركبت معي سيدة كبيرة في السن مع حفيدها، وعلى ما يبدو أنها كفيفة، وعندما ركب حفيدها إلى جانبها في الخلف، سألته بذعر: "حرمة اللي تسوق؟"، وظلَّت طوال الطريق تقرأ آيات من القرآن.
6- ما الصعوبات التي واجهتك؟
نظرة بعض الناس الدونية إلي لكوني "سائقة"! وأسعى جاهدةً إلى تجاوز ذلك، وعدم الاهتمام بنظرتهم تلك، لكنها أحياناً تتسبَّب في الأذى لي، إضافة إلى عدم تقبُّل أهلي في البداية الفكرة، خاصةً أنني فتاة جامعية، وليس لدي إلمام كامل بالطرقات وأماكن المطبات، إلى جانب القيادة الجنونية والعشوائية لبعض الذكور.
7- كيف واجهتِ تلك المصاعب؟
لا يهمني كثيراً كيف يراني الناس، فأنا لا أفعل شيئاً معيباً، ولا أرتكب خطأً، وتكفيني ابتسامات وكلمات البنات المشجعة لي للاستمرار بحماس.
8- بماذا تنصحين الفتيات؟
ألَّا يعتمدن على أحد، وعدم الخوف من القيادة فهي بحاجة إلى الصبر والشجاعة والانتباه والحذر، وبهذه الصفات في حال توفرت يمكنكن خوض معركة الشوارع والفوز بها بجدارة.
9- أخبرينا عن شعورك عندما قُدتِ السيارة للمرة الأولى؟
كان أروع شعور في الدنيا، شعرت بأنني حرة من قيودي، وأنني أطير في السماء الواسعة، وأمتلك العالم كله، والحمد لله.
10- وبماذا شعرتِ بعد إيصال الزبون الأول مع "كريم"؟
كنت متوترة جداً، لكنني في الوقت نفسه كنت سعيدة بما أفعله، ما زاد من ثقتي في نفسي.
11- هل تخافين من الحوادث؟
بالتأكيد.
12- وهل سبق أن تعرضتِ إلى حادث؟
نعم.
13- لو دخلت سيارة مسرعة فجأةً أمامك، كيف تكون ردة فعلك؟
بحسب الحالة. إذا كانت سريعة وابتعدت عني، فسأتصرف بشكل عادي، لكن إذا دخلت أمامي ثم خفَّف قائدها من سرعته، فسأدعس على "البريك" تدريجياً.
