عدم وعي الأهل بالمخاطر من أسباب قيادة الأطفال للسيارة

قياده اطفال للسيارة
قياده اطفال للسيارة
قياده اطفال للسيارة

تتساهل بعض الأسر السعودية في قيادة الأطفال للسيارة، وخاصة مَنْ أعمارهم صغيرة، ولم يتجاوزوا 15 سنة، ومع قيادة المرأة السيارة أصبح أيضاً هناك فتيات صغار يقدْنَ السيارة بمفاخرة من أهاليهن دون احتساب أو التفكير بالمخاطر التي تنتج عن ذلك.

قيادة الأطفال للسيارة في سن مبكر

تلجأ بعض الأمهات وخاصة من لا يوجد لديهن سائق، ولا تعرف أن تقود السيارة ولا يوجد عائل لديهم سوى الأطفال، فتضطر إلى إعطائه سيارة وتدريبه بشكل عشوائي وخاطئ دون معرفة الأسس الصحيحة للقيادة؛ من أجل أن يقوم باحتياجاتهم ومتطلباتهم.

تقول لـ«سيارات سيدتي» أم سلطان: «إنني امرأة كبيرة بالسن ولدي أربع بنات، وأصغر أبنائي طفلي عمره 10 سنوات، نعاني من عدم وجود عائل لدينا يلبي متطلباتنا، فالتاكسي وشركات التوصيل تحتاج لميزانية للذهاب لأي مشوار أو حتى تلبية أمور بسيطة؛ لذلك طلبت من ابن جارنا أن يعلم ابني كيف يقود السيارة، وبالفعل علمه خلال أسبوع، وأعطيته سيارة أبيه المتوفَّى، وبدأ يذهب ويعود بها بمتابعة ابن جارنا حتى أصبح يقود بشكل جيد.

وأشارت إلى أنها تعلم أن هذا خطر، ولكن مشاويرنا قريبة، ولولا الحاجة لما جعلت ابني يتعرض للمخاطر.

أما عبد العزيز عسيري فيقول: أرى يومياً أطفالاً يقودون السيارة، وهم لا يعرفون النظام للقيادة ولا الأنظمة المرورية، إضافة إلى أن الطفل صغير، فهو لا يرى الطريق بوضوح فيضع «مخدات» حتى ترفعه ويرى الطريق، والآن أصبح هناك أيضاً فتيات صغار يقدن السيارة ويتفاخرن.

وأضاف عسيري أن قيادة السيارة ليست «هياط»، بل مسؤولية، وتساهل الأهل فيها قد يفقدهم ابنهم، ويسبب حوادث ووفيات ومشاكل مرورية لا يرضى بها أي أحد.

الحوادث بالمملكة

سجلت السعودية أعلى معدل وفيات ناجمة عن الحوادث المرورية من بين دول مجموعة العشرين بلغ 28.8 لكل 100 ألف نسمة، وبإجمالي 9031 حالة وفاة، ومن بين الأسباب السرعة واستخدام الجوال وقيادة الأطفال للسيارة، وتهورهم إضافة إلى أسباب أخرى متعددة.

انعدام الوعي من أسباب تهاون الأهل

يقول الأخصائي النفسي والاجتماعي محمد إبراهيم إن الأطفال والأبناء نعمة من الله، فأي تفريط فيها يعني عدم الشكر لله، وإهمال للنعمة التي رزقها إياه، وتسليم الأبناء السيارةَ دون بلوغهم السن القانوني النظامي هو محاولة لقتلهم، مهما كانت الأسباب، فصغار السن ليس لديهم وعي بالمخاطر والأمور التي ستحصل لهم لاحقاً.

وأضاف أن الأهل عندما يعطون الأبناء من كلا الجنسين السيارة بحجة تقضية الحاجات هو دلالة واضحة على عدم وعي الأهل الكافي، فتفكيرهم بالوقت الحالي دون تفكير بالمخاطر الناجمة عن إعطاء صغير السن السيارة أو حتى استعراض،

وبين أن العلاج اللازم هو تكثيف الوعي اللازم من جهات الاختصاص بهذه المخاطر، وأن عواقبها وخيمة فإعطاء السيارة لطفل دون رخصة كأنه قتل للنفس، فالتوعية بالمحاضرات ووسائل التواصل الاجتماعي، وتكثيف الدوريات بالطرقات والتفتيش المستمر يمنع انتشار هذا الأمر؛ لأن العائلة لا تضر نفسها فقط بل تضر المجتمع ومن هم بالشوارع.