قبل 66 عاماً، وبعد أن سيطرت شركة فيراري الإيطالية على طرقات الإسفلت، قررت أن تقتحم سباقات السرعة في عالم القوارب، وبالفعل قامت بصناعة قارب فائق السرعة كان الوحيد لها في هذا المجال. واليوم وعلى الرغم من مرور 66 عاماً من هذا الحدث التاريخي، لا يزال قارب فيراري يحتفظ برقم قياسي فريد من نوعه، لم يتمكن أي قارب آخر من كسره طوال هذه العقود من الزمن.
ووفقاً لما ذكره موقع سترايف مي، فإن هذه الحكاية كانت قد بدأت خلال العام 1940، عندما كان المتسابق البحري الشهير أخيل كاستولدي، يحلم بأن يحقق رقماً قياسياً جديداً لأسرع مركبة مائية بوزن 800 كيلوغرام، يصعب على غيره من المتسابقين كسره أو الوصول إليه حتى. وبعد 12 عاماً من البحث والعمل، طلب من شركة كانتيري تيموسي Cantieri Timossi، العمل على صناعة طائرة مائية من الخشب الصلب، وتغطيتها بطبقة من خشب الـ"ماهوجني" الفاخر، ثم طلائها بلون روسو كورسا الأحمر المخصص لسيارات السباقات الإيطالية.
خلال تلك الأثناء، سمع إنزو فيراري، مؤسس فيراري ورئيسها بتلك الفترة، بما كان ينوي كاستولدي فعله، وبأنه كان يرغب بإمداد قاربه السريع بمحرك سيارة فيراري لامبريدي Lampredi سعة 4.5 لتر V12، وقرر مساعدة المتسابق الإيطالي، بإرسال المحرك المستخدم بطراز فيراري سكودريا التي فازت بأول بطولة سباقات الجائزة الكبرى، بدلاً من محرك لامبريدي.
بعد ذلك، أرسل إنزو فيراري، مهندس الشركة الإيطالية ستيفانو مايزا، إلى المتسابق البحري، وكان برفقته المحرك المطلوب. ولكن بعد تجربته قرر كاستولدي، أن المحرك يحتاج إلى بعض العمل والتعديل ليحظى بالقوة المناسبة، وقرر أن يقوم بنفسه بهذه التعديلات، ليبني محرك V12 اثنين من شواحن السوبر تشارجر، ما جعل قدرة المحرك الحصانية تتراوح ما بين 500 إلى 600 حصان؛ ليكون قوياً بما يكفي لتحقيق الرقم القياسي المطلوب.
الرقم القياسي الصامد..
وحينها، ظهر قارب فيراري، والذي كان قد أطلق عليه اسم "أرنو أكس آي Arno XI " إلى العلن للمرة الأولى، وكان ذلك خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر من العام 1953، بدأ سباقه في بحيرة إسيو، وحينها تمكن كاستولدي من الحفاظ على سرعة متوسطة قدرها 242.190 كم/س لمسافة كيلومتر واحد، وهو ما لم يستطع أي شخص آخر مضاهاته في قارب وزنه 800 كجم منذ وقتها.
