نظام آلي يمكّن المركبات من الإبلاغ ذاتياً عن الحوادث بسرعة تقلل الوفيات والإصابات الخطرة في الإمارات

نظام الاتصال التلقائي الآلي يهدف إلى تقليل زمن الإبلاغ عن الحادث على الطرق

التطور يتضح ويرسخ يوماً بعد آخر بوسائل النقل ورصد الحوادث المرورية بفترة زمنية قياسية في الإمارات العربية المتحدة.

وقد أعلنت هيئة تنظيم الاتصالات حصول مركز طوارئ شرطة أبوظبي على الاعتماد الدولي من شركة TUV Rheinland العالمية المتخصصة في حلول السلامة والأمان، لنظام الاتصال التلقائي الآلي ECall ضمن مبادرة «فزعة» التي طورتها الهيئة أخيراً، والتي تتمحور حول تزويد المركبات بخاصية التواصل الآلي مع مركز الطوارئ في حال وقوع حادث مروري، وسيتم تطبيق النظام على جميع السيارات الجديدة في الدولة بحلول 2021.

وأفادت الهيئة خلال مؤتمر صحافي عقدته يوم الإثنين 23 ديسمبر - كانون الأول، في مقرها بأبوظبي، بالتعاون مع شرطة أبوظبي، أنه من خلال المبادرة ستقوم أي مركبة تتعرض لحادث مروري بإرسال جميع المعلومات الضرورية حول الحادث ذاتياً، مثل الموقع ونوع السيارة ونوع الوقود، بالإضافة إلى عدد الأشخاص الموجودين داخل السيارة وقت الحادث بحسب موقع «الإمارات اليوم».

وكانت هيئة تنظيم الاتصالات طوّرت مبادرة «فزعة» بالتعاون مع هيئة المواصفات والمقاييس والجهات الشرطية بالدولة، لتفعيل الأنظمة الخاصة باستقبال مكالمات، بهدف تقليل زمن الإبلاغ عن المركبات التي تعرضت إلى حوادث على الطرق، ما سيسهم في تقليل عدد الوفيات الناتجة عن الحوادث المرورية، فضلاً عن الحد من حالات الإصابات الحادة.

وأكد مدير الشبكات والخدمات اللاسلكية في الهيئة محمد جداح، حرص الهيئة على دعم وتفعيل كل المبادرات التي من شأنها رفع مؤشرات جودة الحياة في الإمارات، لتكون ضمن قائمة الدول الأكثر أماناً في العالم، تماشياً مع توجيهات القيادة، وبما يحقق رؤية الإمارات 2021. لافتاً إلى أن أهمية هذا النظام الجديد تتلخص في كونه يختصر وقت الاستجابة للحوادث، ويؤمّن للجهات المختصة المعلومات الضرورية اللازمة لعمليات الإنقاذ والإسعاف، وهو ما سيلعب دوراً كبيراً في التقليل من عدد الوفيات والإصابات الخطرة في الإمارات.

فيما قال مدير إدارة العمليات بقطاع العمليات المركزية بشرطة أبوظبي، العميد ناصر سليمان المسكري، إن شرطة أبوظبي قطعت شوطاً كبيراً في إدخال الأدوات والتقنيات الحديثة إلى الخدمة لرفد جاهزيتها وتقديم خدماتها وفق أعلى معايير الجودة العالمية، والتي من ضمنها نظام Ecal للاتصال الآلي لتعزيز زمن الاستجابة للبلاغات.

وأضاف أن النظام يدعم منظومة الاستجابة المتكاملة الأول من نوعه على مستوى القيادات الشرطية، والذي يهدف إلى رفع مستوى التمكين الفعال وتحقيق معدلات قياسية في هذا المجال.

وأشار إلى أن عمل مراكز القيادة والتحكم بإدارة العمليات في قطاع العمليات المركزية؛ ينطلق من استراتيجية متكاملة تركز على فهم المتغيرات وابتكار حلول آنية لتعزيز الاستجابة الفاعلة، لافتاً إلى أن الإدارة تعمل عبر مراكزها من خلال قاعدة بيانات متطورة على مدار الساعة لاستقبال جميع أنواع البلاغات والتعامل معها وفق الآليات المتبعة وتقديم الخدمات للجمهور على وجه السرعة.

وأكد حرص شرطة أبوظبي على تحقيق المزيد من التعاون المشترك مع القطاعات كافة؛ من أجل مواصلة التميز في الخدمات الشرطية والإنسانية وتعزيز قيم الإيجابية والسعادة لدى الجمهور.

وكانت الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات قد أجرت في وقت سابق كل الاختبارات اللازمة على شبكات المشغلين «اتصالات» و«دو»؛ للتأكد من جاهزية الشبكات وقدرتها على تفعيل وتشغيل نظام ECALL بالشكل الأمثل، حيث حصلت شبكات المشغلين على الاعتماد الدولي في عام 2015.

معايير المدن الذكية

يمكن نظام الاتصال التلقائي الآلي ECALL الجهات المعنية في الدولة الإماراتية من الوصول إلى موقع الحادث في أقل زمن ممكن، ويأتي هذا المشروع كثمرة لثلاثة أعوام من الدراسة والبحث بين الجهات الحكومية والخاصة ووكالات ومصنعي المركبات لتحديد المواصفات الواجب توافرها في المركبات العاملة في الدولة؛ لتتوافق مع هذا النظام. ويندرج النظام ضمن أهداف هيئة تنظيم الاتصالات بتطبيق معايير المدن الذكية والمستدامة ودعماً لرؤية الإمارات 2021، وتعزيز أسلوب الحياة الآمنة في المجتمع من خلال تسخير التكنولوجيا لتحقيق سعادة الأفراد والأسر.