دور المراة في عالم السيارات

دور المراة في عالم السيارات

ماري أندرسون وماسحات الزجاج الأمامي

قصة ماري أندرسون وماسحات زجاج السيارة الأمامي قصة نموذجية إن دلت على شيء فإنما تدل على أن "الحاجة أم الإختراع." فعندما كانت السيدة أندرسون في رحلة إلى مدينة نيويورك في فصل الشتاء لعام 1902، لاحظت أن سائقها يجد صعوبة في المحافظة على نظافة زجاج السيارة الأمامي من الصقيع الذي تعذّرت معه الرؤية على الطريق، الأمر الذي أعطاها فكرة اختراع ذراع من المطاط مركّبة على زنبرك تتحرك من جهة إلى أخرى على الزجاج لتنظيفه. ورغم أن ماري سجّلت براءة اختراع المسّاحات، إلا أن شركات التصنيع وقتها لم تعتقد أنه اختراع يستحق البيع، ولهذا رفضت شراءه منها. ولكن، في عام 1920، وبعد أن انقضت فترة براءة الإختراع وازدهرت صناعة السيارات، كانت كاديلاك أول شركة سيارات تجعل من اختراع السيدة أندرسون معيارا ثابتا يتواجد في جميع السيارات.

فلورنس لورنس و"غمّازات" السيارة

رغم أن شهرتها تدور حول حياتها في عالم التمثيل وكونها أول ممثلة سينمائية، إلا أن ابداع فلورنس لورنس في مجال السيارات وانخراطها فيه لم يكن بالأمر الهيّن؛ فقد مكّنتها حياتها المهنية كممثلة من امتلاك سيارتها الخاصة في عام 1913، لتصرّح للصحفيين بثقة أن "المرأة قادرة على القيام بتصليح سيارتها بنفسها، فهي فضولية بدرجة كافية تجعلها تتحرى مصدر أي أزيز أو صرير في سيارتها، والقيام بإصلاحها." وقد وجدت فلورنس أعطالا ونواقص بسيارتها قامت بدورها بتصليحها، لتخترع بذلك ذراع إشارة أوتوماتيكية للتحول، المعروفة بغمازات السيارة، مما يمكّن المستخدم من الضغط على كبسة تقوم من خلالها ذراع أوتوماتيكية بالإرتفاع أو الإنخفاض مشيرة إلى الإتجاه الذي سيقصده السائق. كما أنها أضافت إشارة في مؤخرة سيارتها تقوم بالإرتفاع تلقائيا كلما ضغطت على المكابح محذرة من خلفها بأنها ستوقف السيارة. إلاّ أن فلورنس لم تقم بتسجيل براءة اختراعاتها، لهذا لم ينسب إليها شيء ولم تذكرعندما تم إقرار الغمّازات وأضواء المكابح الخلفية لتصبح معلما في جميع السيارات.

أليس هويلر رامسي ورحلة الطريق الأمثل

نستطيع في هذه الأيام الإنطلاق برحلة قيادة طويلة واثقين أن سياراتنا لن تفاجئنا بأي متاعب، فالطرق مستوية ومرصوفة؛ أما إذا حصل وضعنا، فستساعدنا الإنترنت في العثور على وجهتنا بسهولة. ولكن عندما قامت رامسي في عام 1909 برحلة طريق امتدت لمسافة 5,767 كيلومتر من نيويورك إلى كاليفورنيا، كانت نسبة الطرق المرصوفة وقتها تعادل 4% من جملة الطرق التي قطعتها في رحلتها، كما أنها اعتمدت على الخرائط الورقية وأعمدة الهاتف لإرشادها. وخلال رحلتها، غيرت أليس عجلات سيارتها 11 مرة، كما أنها قامت بإصلاح مخدات المكابح وتنظيف شمعات الإشعال؛ بل وأكثر من ذلك، فقد اضطرت ذات ليلة للنوم في سيارتها عندما علقت سيارتها في الوحل. وعندما وصلت فلورنس إلى وجهتها بعد 59 يوما، وكان عمرها وقتها 22 سنة، وجدت احتفالات مهولة في انتظارها. وفي تاريخ أكتوبر 17 عام 2000، أصبحت فلورنس أول امرأة يدرج اسمها في قاعة المشاهير في عالم السيارات!