حين نشتري أي منتج أو جهاز حديث نحرص على قراءة "دليل تشغيله" قبل استخدامه؛ حتى لا نقع بأخطاء تدمر الجهاز أو تهدد حياتنا وسلامتنا العامة، وهذا ما لم يفعله رجل أميركي؛ لهذا كاد يفقد حياته في سيارته الكاديلاك "إكس آل آر" الرياضية؛ حيث لم يتمكن من فتح أبواب السيارة التي تعمل بواسطة "زر إلكتروني" بعد أن نفدت طاقة سيارته.
وبدأت معاناة العجوز الأميركي "بيتر بيروس"، وهو من سكان كليفلاند، حين حبس بسيارته "كاديلاك إكس آل آر" الكوبيه، المكشوفة طراز 2006، لمدة 14 ساعة كاملة.
وذلك وفقاً لما ذكرت شبكة "فوكس نيوز"، أنه عندما حاول تشغيل السيارة في مرآب منزله الخاص، عرف فوراً بشكل مفاجئ بأن مدخرة الطاقة في سيارته المسؤولة عن تشغيل أنظمتها الكهربائية والإلكترونية، قد نفدت طاقتها، وبذلك لم يتمكن من تشغيل الزر الإلكتروني لفتح باب السيارة والخروج منها.
وكان بيروس يرغب في قيادة سيارته الرياضية في جولة حول البلدة، والاستمتاع بالجو صبيحة يوم الجمعة 31 أغسطس- آب الماضي، وقال: لقد شغلت السيارة قبل بضعة أسابيع، وأخرجتها وأعدتها للمرآب، وكنت سأفعل الأمر نفسه، من أجل الذهاب في جولة قريبة.
واللوم هنا لا يقع على جنرال موتورز جي إم، بل على إهمال السائق الذي لم يقرأ دليل التشغيل الخاص الوارد مع السيارة؛ حيث وضعت الشركة المصنعة لها، مقبضاً يدوياً لفتح الباب في حالات الطوارئ المماثلة لهذه الحالة، يوجد في أرضية السيارة، قرب مقعد السائق، والأكثر من ذلك، أنه معلم برسم أحمر اللون، يشير لكيفية فتح الباب من جهة السائق في حالات الطوارئ، كما يوجد قسم خاص حول عتلات ومقابض الخروج الطارئ، وتحتوي السيارة على ثلاثة، واحد خارج السيارة، والثاني في صندوق الأمتعة، والثالث داخل مقصورة الركاب في السيارة قرب مقعد السائق.
وقال بيروس: إنه لم يكن يعلم بوجود هذا المقبض عندما حبس بسيارته لمدة 14 ساعة، كما أن دليل تشغيل السيارة لم يكن بحوزته؛ إذ يحتفظ به داخل المنزل.
وكاد بيروس يفقد حياته، لولا تدخل أحد جيرانه لإنقاذ حياته.
وكان يتوقع بيروس أن يكون موته حتمياً؛ حيث قال للصحفيين: توصلت لنتيجة؛ هي أني سأموت، وكنت متصالحاً مع ذاتي بشأن ذلك، ودعوت الله أن يساعدني مرتين، وبعد ذلك قلت لنفسي: حسناً، يا إلهي، إن كنت سأموت هكذا، أنا مستعدٌ للموت.
كان من الممكن أن يفقد بيروس حياته لو استمر حبسه بسيارته وقتاً أطول؛ لارتفاع درجة الحرارة في كليفلاند إلى 25 درجة مئوية، ويتضاعف الخطر بأن المحبوس رجل عجوز لا يتحمل مثل الشباب البقاء ساعات طويلة في سيارة صغيرة لا يوجد بها منفذ يتنفس منه في ظل جو حار جداً.
وبالفعل كان بيروس يجد صعوبة في التنفس بعد نصف ساعة فقط على حبسه، وحاول الخروج بالصراخ، وقرع الأبواب بيديه؛ أملاً في أن يسمعه أحد، وحاول أيضاً كسر زجاج السيارة لكنه فشل، فكتب رسالة قصيرة لابن أخيه، يشرح له فيها ماحدث معه ليفهم في حال وجدوه ميتاً في سيارته.
هكذا أنقذه جاره
في نهاية المطاف أنقذه جاره الذي شاهد باب مرآب جاره بيروس مفتوحاً غير مغلق لغاية ساعات الصباح الأولى، وهذا ليس من عادته، فقلق عليه، واتصل به، لكن بيروس لم يرد لأنه ترك هاتفه في منزله، وهذا خطأ آخر، فالكبار يجب أن يصطحبوا هاتفهم معهم في حال تعرضوا لموقف ما أو عارض صحي خطر، ليطلبوا المساعدة بواسطته، فذهب الجار لفوره إلى المرآب، ووجد جاره محبوساً في سيارته، فاتصل بالشرطة، وقام فريق الطوارئ بشحن مدخرة طاقة السيارة، بما يكفي لتشغيل زر فتح الباب الإلكتروني، وتم إخراج بيروس، ونقله إلى المستشفى لتقديم المساعدة الطبية اللازمة له.
وبالطبع حاول محامو بيروس استغلال الحادث لطلب تعويض مالي من شركة "جنرال موتورز"- الشركة الأم لسيارات كاديلاك- التي دخلت في جدال قانوني معهم، وكانت حجة جهة الدفاع عن بيروس أن الشركة لم تجعل مقبض الباب اليدوي في مكان واضح للعيان، أو في دليل تشغيل السيارة.
وردت شركة جنرال موتورز عليهم خطياً بواسطة توم ويلكنسون المتحدث باسمهم: " ينبغي على السائق الاطلاع على قسم قفل الباب في دليل التشغيل للمالك، وذلك بسبب الاختلاف حسب الشركة الصانعة وطراز السيارة المختلف عن طراز السيارات الأخرى التي صنعت قبلها أو بعدها، وفي حال وجود استفسارات، عليهم متابعة الأمر مع وكيلهم الخاص للسيارات، أو مركز مساعدة العملاء في الشركة".
لا تهملوا قراءة دليل تشغيل السيارة
ولئلا تقع حوادث قاتلة من هذا النوع، وسببها عدم قراءة دليل تشغيل السيارة الحديثة المعقدة أحياناً بأنظمتها الكهربائية والتكنولوجية، لا تهمل قراءة دليل تشغيل سيارتك قبل قيادتها لأول مرةـ أنت أو أفراد عائلتك.
وإذا تعرضت لموقف مشابه لموقف بيروس، ابقَ هادئاً، وانظر حولك في المقصورة، حول مقعد السائق أو المجاور له أو في الأرضية أو حافظة التابلوه، فقد تكون محظوظاً، وتجد المقبض اليدوي أو عتلة ميكانيك لفتح الباب المغلق والخروج من السيارة.
ومن باب الاحتراز، التأكد من وجودهما، فإن لم يوجدا بالسيارة على مالكها شراؤها من وكيل السيارات الخاص أو قسم خدمة العملاء، وحتى تصل عليه شراء أداة حادة مدببة، ويضعها قرب مقعده لاستخدامها في حالة الطوارئ، لكسر زجاج السيارة، وشفرة أو مقص حاد أيضاً، لقص حزام الأمان في حال تعطل فجأة هو الآخر.
